انقسمت أوروبا، الجمعة، في خلاف تاريخي بشأن إقامة اتحاد مالي أكثر ترابطا للمحافظة على اليورو، بعد أن اتفقت أغلبية كبيرة بقيادة ألمانيا وفرنسا على المضي قدما في معاهدة منفصلة وتركت بريطانيا معزولة. فبعد محادثات استمرت عشر ساعات، وافق 23 زعيما من زعماء الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة على إنشاء اتحاد أكثر ترابطا يتضمن تشديد قواعد الميزانية في منطقة اليورو. هذا وقد اعترضت بريطانيا و قالت إنها لا يمكن أن تقبل التعديلات المقترحة على معاهدة الاتحاد الأوروبي بعد فشلها في الحصول على تنازلات لصالحها. وقالت السويد والمجر وجمهورية التشيك إنها تحتاج للتشاور مع برلماناتها بشأن اتفاق جديد يوضع إلى جانب معاهدة الاتحاد الأوروبي مع نظام أكثر صرامة للعجز والديون لحماية منطقة اليورو من أزمة الديون. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها راضية جدا عن القرارات، وأضافت أن العالم سيرى أن أوروبا تعلمت من أخطائها وتجنبت "تسوية رديئة". وكانت ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتطلعان لموافقة جميع دول الاتحاد الأوروبي على تغيير معاهدة لشبونة حتى يتسنى إدراج القواعد المشددة للميزانيات والديون المتعلقة بدول منطقة اليورو في معاهدة الاتحاد. لكن بريطانيا التي ليست عضوا في منطقة اليورو رفضت هذه الخطوة، وقالت إنها تريد ضمانات ضمن بروتوكول يحمي قطاع الخدمات المالية البريطانية الذي يشكل عشر الاقتصاد البريطاني تقريبا، ووصف ساركوزي طلب كاميرون بأنه غير مقبول.