استقبل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون استقبال الأبطال من قبل معسكره المحافظ بعد تسجيل موقف تاريخي في العاصمة البلجيكية بروكسل حيث رفض اتفاقا يخضع موازنة بلاده الي مراقبة المفوضية الأوروبية، وهو اتفاق أقرته جميع الحكومات الأوروبية لإنقاذ اليورو، مما يجعل بريطانيا معزولة أكثر من أي وقت مضي في أوروبا. ويتضمن المعسكر المحافظ الذي يقوده كاميرون أصحاب اتجاه يرفض بقاء البلاد في الإتحاد الأوروبي. وفي خلاف تاريخي قادت ألمانياوفرنسا الدول الأوروبية علي المضي قدما في اتفاق مالي تعدّل بموجبه المعاهدة الأوروبية للمحافظة علي اليورو لكن بريطانيا رفضته بعد فشلها في الحصول علي تنازلات لصالحها. ووافق 26 زعيما من زعماء الاتحاد الاوروبي الذي يضم 27 دولة علي إنشاء اتحاد أكثر ترابطا يتضمن تشديد قواعد الميزانية في بلادهم وإخضاعها لمراقبة المفوضية الأوروبية لكن بريطانيا هددت بإستخدام الفيتو ضد إقرار الإتفاق كتعديل للمعاهدة الأوروبية وطالبت بإعفاء بورصة لندن من آلية المراقبة تلك. وتستخدم 17 دولة من الإتحاد عملة اليورو، في حين تلتزم بقية الدول فيه ذعدا بريطانيا والدنمارك- بإعتماد العملة الأوروبية الموحدة لاحقا. وقال رئيس الوزراء البريطاني انه لا يمكن أن يقبل بإخضاع "جزء من سيادة بلاده لبروكسل". وطرح كاميرون خلال المفاوضات مطالب رفضتها فرنسا وقد أثارت توترا وصل الي درجة "الخشونة" أحيانا بحسب مصادر دبلوماسية. وفي مؤتمر صحفي لاحق قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مبديا اسفه "كنا نفضل التوصل الي اتفاق بين الدول ال27 لكن هذا لم يكن ممكنا بسبب اصدقائنا البريطانيين الذين طرحوا مطالب غير مقبولة". من جهتها قالت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ان البريطانيين "لم يكونوا ضمن اليورو اساسا وبالتالي فاننا معتادون علي هذا الوضع". واضافت ان "العالم اجمع سيري اننا تعلمنا من اخطائنا الماضية". ويتوقع ان يتم توقيع الميثاق الجديد "لوحدة الإستقرار المالي" في مارس علي ان يأخذ شكل اتفاق حكومي. من جانبه وصف رئيس البنك المركزي الأوروبي "ماريو دراجي" قرارات قمة بروكسل بأنها "نتيجة جيدة جدا لمنطقة اليورو". من جانب اخر إرتفعت أسعار اليورو وتداول الأسهم في البورصات الأوروبية امس بعد ساعات من توصل القادة الأوروبيين علي توحيد سياساتهم المالية.