* بدأت الصوم فى السابعة من عمرى * إفطار اللاعبين برمضان دون داع نوع من التضليل * أحرص على أداء صلاة القيام بالعشر الأواخر * شاكر عبادة وراء انتقالى للأهلى عشق كرة القدم فأعطاها سنوات شبابه وهى أيضا منحته الشهرة والتألق ليس على المستوى المحلى فقط ولكن على النطاق العالمى وحصل على لقب "مارادونا النيل" من قبل محبيه.. إنه نجم الأهلى السابق طاهر أبوزيد الذى كان له مع صيام رمضان وقفات داخل المستطيل الأخضر.. نعيش معه هذه السطور ذكرياته حتى بعد اعتزاله كرة القدم لنعرف قصته مع الكرة وأيام رمضان. هل لاتزال طفولة رمضان فى ذاكرتك؟ بالطبع فقد كنت مدمن لعب الكرة وكنا نضيع بها وقتنا قبل الإفطار وكنت أنا وأصدقائى نستمتع جدًا بذلك، إضافة إلى اللعب بالفوانيس وغيرها من العادات الرمضانية، وكنت أجمع أصدقائى وأذهب لأقرب ناد، أى أن رمضان كان أكثر شهر نلعب فيه الكرة. متى بدأت صوم رمضان؟ بدأت الصوم وأنا فى سن السابعة وكنت أصوم يومًا وأفطر يومًا آخر واتخذت هذا الأمر كنوع من التحدى والتشجيع من والدى، حيث إننى كنت الأصغر فى الأسرة وكانت الجميع يصومون ولكنى بدأت فى السنة الثانية الصيام مباشرة. وماذا يمثل لك الصيام؟ هو أصح شيء للإنسان من الناحية الطبية، ففى هذه الحالة يظل الفرد منا بلا أكل لفترة طويلة وهذا فيه إفادة بالغة للمعدة والأعضاء الأخرى من الجسم، وفى الأيام العادية قد يظل الإنسان على وجبة الإفطار صباحًا إلى ما بعد العشاء، أى أن قدرة الإنسان على الصيام بالفطرة والجزاء الروحانى فى الصيام يشعر فيه الإنسان بالسعادة مع الإفطار بعد صيام يوم طويل، ومن الآثار الطبية أيضًا ما أخبرنى به أحد أصدقائى من الأطباء بأن الصيام يخلص الجسم من السموم لدرجة أننى أثناء ممارستى لكرة القدم كنت أصوم يوم الاثنين والخميس، وعند مصادفة هذين اليومين لخوض مباراة رسمية كنت أفطر، ويكفى أن يشعر الإنسان بأنه ملتزم تجاه ربه. هل ترى أن للصيام فلسفة خاصة به؟ بالطبع، فله فلسفة الطاعة والإحساس بالسعادة عند تنفيذ أوامر الله حتى لو كان ذلك على حساب تعب الإنسان، بمعنى أنه فى مباريات رسمية أفريقية ومحلية كان الالتزام الدينى والصيام يمنحنى طاقة إضافية، وأنا كرياضى أبذل مجهودًا مع الصوم فقد يكون الأمر قاسيًا على النفس ولكن هذا أمر إلهى لا يجوز اختلاق التبريرات لعدم تنفيذه. ما رأيك فى إفطار اللاعبين خلال الشهر الفضيل؟ من يأخذ كرة القدم كحجة للإفطار وأنها مصدر رزقه الوحيد هؤلاء يقلل الله من مستواهم لأن هذا الكلام به نوع من التضليل وقلب الحقائق فلا يجوز إلا لظروف قهرية. ما أبرز المواقف الطريفة التى حدثت لك خلال الشهر المعظم؟ غالبًا ما كانت تلك السفريات جماعية، حيث كنا نقيم فى أكثر من معسكر فى بلاد أوروبية وتصادف موعدها مع حلول رمضان وكنا فى فصل الصيف فى ألمانيا وكان غروب الشمس فى العاشرة مساءً وكان يتم تدريبنا مرتين فى اليوم ولذا كنا نشعر بمشقة بالغة ولكننا كنا نتحمل ذلك فى سبيل الثواب، إضافة إلى أن المدربين الأجانب كانوا يسألون لماذا لا نأكل وبدورنا كنا نحاول شرح لهم أننا مسلمون لابد أن نصوم، ومن ناحية أخرى كانت تأتى علينا مباريات أفريقية خارج مصر لذا كنا نعانى من ارتفاع درجتى الحرارة والرطوبة. ما أبرز القرارات التى كان لها تأثير على مسيرتك فى رمضان؟ أذكر أننا كنا نخوض مباراة فى رمضان قبل العصر وكنت مصابًا فى العضلة الأمامية وأجريت على أثرها جراحة في ألمانيا وكنت أتلقى العلاج الطبيعى لمدة شهرين وعدت فى بداية مجموعة مباريات مهمة بالدورى المحلى وكان لابد ان أشارك فيها لأننى كنت قائد الفريق وكاد الجمهور ينسى اسمى ودخلت مباراة جمعت بين الأهلى والترسانة وتساءلت فى نفسى "ماذا أفعل؟"، ولكن الله هدانى إلى المشاركة في المباراة ولا أنكر أننى في الشوط الأول كدت أموت من التعب والإرهاق ولكن تشاء إرادة الله أن تهطل الأمطار في الشوط الثانى ونحن فى عز الصيف وأحرزت هدفًا وفزنا باللقاء بهدفين. ما طقوسك خلال الشهر الكريم؟ أحرص دومًا على أداء صلاة القيام، خاصة فى العشر الأواخر من رمضان وأجد فيها متعة وإن كانت مجهدة، كما تختلف مواعيد استيقاظى من النوم وفقًا لظروف عملى. وبالنسبة لتعاملك مع أطفالك؟ أسعى لتربيتهم على القيم التى ورثتها عن أبى وأجدادى عن قيمة الصيام، فنجلاى مريم ومحمد تعودا على الصيام منذ كان عمرهما 5 سنوات. وما الأماكن التى تقوم بزيارتها خلال رمضان؟ ليست هناك أماكن بعينها ولكنى أجتهد أن يرزقنى الله بزيارة بيت الله والمسجد الحرام. من الذى تدين له بالفضل؟ بالتأكيد والدى رحمه الله، فقد كان رجلا بسيطًا من رجال التعليم حيث كان موجه أول لغة إنجليزية، وكان همه الأكبر تعليمنا وحسن تربيتنا وكان قدوة ونموذجًا لنا فى كل تصرفاته، إضافة إلى أنه كان يتعامل معنا بنوع من الحرية ويعطينا هذه الحرية ولكن بشرط تحمل المسئولية عن التصرفات الشخصية، وقد قضى والدى خلال الفترة الأخيرة من حياته فى الكتابة وله الكثير من الكتب التى لم تنشر. وهل عارض والدك دخولك مجال كرة القدم؟ بالعكس، فقد كان أول من شجعنى حيث كان يأتى يوم إجازته ليشاهدنى وأنا ألعب مبارياتى وكان عمرى 12 عامًا، ولذلك فهو له الفضل الأول بعد المولى عز وجل لما وصلت إليه. ومن الذى أثر فيك على المستوى الرياضى؟ جميع المدربين الذين تعاملت معهم، فقد كانت لهم وقفات فى حياتى، خاصة أن المدرب له دورًا كبيرًا فى حياة اللاعب، خاصة صغار السن، فهو أقرب لدور المدرس والأب لأنه يبنى شخصية اللاعب. من له الفضل فى اكتشافك؟ الذى اكتشفنى وكان له الفضل فى انتقالى من درجة ثانية إلى الأهلى هو الكابتن شاكر عبادة، فهو أول من قدمنى كلاعب كرة قدم وهو من ساهم فى وجود طاهر أبوزيد على الساحة.