اندهشت من تشبيهات البعض بين ثورة 30 يونيو المجيدة فى مصر ومحاولة الانقلاب العسكري الفاشلة فى تركيا، فشتان بين هذه وتلك. فالأولى هى ثورة شعب اسمه الشعب المصرى وضعوا تحت كلمة المصرى ألف خط .. شعب عظيم خرج بالملايين ليعلن رفضه لحكم جماعة فاشية خطفت الوطن وباعته من أجل مصلحتها فقط ولسنا فى صدد الحديث عن حفنة من الخونة والمأجورين. بينما فى تركيا كانت هناك محاولة فاشلة من بعض قيادات فى الجيش التركى وشتان أيضًا بين خير جنود الأرض فى مصر وعناصر جيش سلمت أسلحتها بعد ساعات قليلة من المحاولة الفاشلة وغير المحسوبة من قيادات الجيش فى تركيا، لنشاهد بعدها أردوغان يظهر عبر شاشات التلفزيون الرسمى للدولة وسط مؤيديه ليتوعد كل من قاموا بتلك المحاولة الفاشلة ويعد بتطهير الجيش من الخونة كما أطلق عليهم. وعودة إلى الفرق بين ثورة 30 يونيو وما حدث فى تركيا فإن الجيش المصرى لم يقم بالثورة على نظام الإخوان وإنما الشعب هو الذي خرج إلى الشوارع والميادين لإقصاء الجماعة الإرهابية من على سدة الحكم فى مصر وكان لزامًا على الجيش المصرى حماية إرادة هذا الشعب، والكل على قلب رجل واحد فى تحقيق تلك الإرادة، وهو ما اعتدناه فى جيش مصر العظيم الذى ينحاز دائماَ إلى شعبه. ووقفت الشرطة المصرية إلى جانب الشعب والجيش فى الثورة على الطغيان، فلم نجد تلك المشاهد المؤسفة التى وقعت فى تركيا من قيام الشرطة التركية باعتقال عناصر من الجيش والاعتداء عليهم فى الشوارع، وتجريدهم من ملابسهم ويعاونهم فى تلك المشاهد المأساوية عدد كبير من المتظاهرين الأتراك الذين نزلوا إلى الشوارع بعد دعوة أردوغان للتصدى لمحاولات الانقلاب من بعض عناصر الجيش. لم ولن تكون 15 يوليو استكمالًا لثورة 30 يونيو المجيدة فى مصر وحتى وإن كانت الأسباب واحدة فى الثورة على حكم الجماعة الفاشية الإرهابية، فالشعب التركى لن يكون هو الشعب المصرى ولن يكون الجيش التركى هو الجيش المصري ولن تكون شرطة مصر هى نفسها شرطة تركيا.