أقول ل "البهوات" الذين قارنوا بين ثورتنا في 30 يونيه والانقلاب العسكرى التركى الفاشل، لا يوجد وجه مقارنة بيننا وبين تركيا لأسباب عدة .. أولا ثورتنا العظيمة خرج فيها الشعب وسانده الجيش ونفذ إرادته الحرة .. بعد أن استجار الشعب بالجيش لإنقاذه من جماعة فاشية لا تعمل إلا ما يصب فى مصلحتها، لذلك كانت ثورة الشعب قبل عام من تولى مكتب الإرشاد "فى صورة مرسى" الحكم .. كما أن الحشد الإعلامى والتنسيق بين التيارات المختلفة والقوى الوطنية، كان من الأسباب القوية فى نجاح الثورتين (25 يناير و30 يونيه)، عكس ما حدث وتابعناه فى تركيا. ثانيا .. لم نسمع أن جيشنا المصرى (خير أجناد الأرض) انقسم على نفسه أو اعترض البعض منهم على خروج القوات لتنفيذ إرادتنا عكس ما حدث فى الجيش التركى الذى ضم بين صفوفه ما بين مؤيد ومعارض للانقلاب مما أضعف موقفه فى النهاية، وأفشل محاولتهم الانقلابية فى ساعات قليلة .. كما أن البيانات التى صدرت من قادة الانقلاب وجهت للخارج أكثر منها للداخل ولم تكن متتابعة ولم تدعم بالصور، هذا بالإضافة لاستخدام قوات الجيش الرصاص الحى مما أدى لنتيجة عكسية، عكس ما حدث فى مصر حيث رحب الشعب بنزول الجيش للشوارع لتأمين حياة المواطنين والمنشآت الحيوية والمهمة. ثالثا..الجيش والشرطة المصرية كانا ومازالا "إيد واحدة".. أما فى تركيا الوضع اختلف مثلما تابعنا، فالشرطة ضربت فى قوات الجيش واعتقلت بعضهم وحمت أردوغان. رابعاً .. فى مصر لم يكن "مرسى" الرجل الأول فى البلاد إلا على الورق فقط ..وكانت مهمته التوقيع على القرارات التى لم يصدرها فى الحقيقة لأنه كان الرجل "الثالث"، وفى كثير من الأحيان كان ترتيبه بعد أعضاء مكتب الإرشاد وليس بعد "المرشدالعام" و"خيرت الشاطر" فقط .. عكس أردوغان فهو الرجل الأول فى تركيا قولا وفعلا . خامسا .. لابد أن نعترف أن الوضع الاقتصادى فى تركيا أفضل كثيرًا من مصر وذلك أثناء قيامنا بثورة 30 يونيه، فليس صحيحا أن المواطنين الأتراك الذين نزلوا فى الشوارع كانوا كلهم ضمن حزب أردوغان "العدالة والتنمية " أو من أنصاره ،أو أنهم يرفضون الانقلاب، دفاعاً عن أردوغان، وإنما بعضهم نزل لحماية مكتسباتهم التى تحققت بالفعل وخوفًا من تبدل الحال . لكل هذه الأسباب وغيرها مما تسفر عنه الأيام "الانقلاب العسكرى التركى" فشل .. والشعب المصرى نجح فى إسقاط نظامين فى عامين. أتوقع أن الوضع فى تركيا لن يعود كما كان، وإن عاد أردوغان لكرسى الحكم بعد ساعات قليلة وقتل معارضيه .. كما أعتقد أن الأيام قد تحمل لتركيا أحداثًا أخرى ولكنها مسألة وقت . بقى أن أسأل من رفض الانقلاب العسكرى التركى تحت راية "الديمقراطية" البراقة ،وانتقدوا مؤيديه الذين استندوا لأسباب عديدة منها موقف تركيا المحرض ضد الاستقرار المصرى بكل وسائل الإرهاب والبلطجة، وتمنوا أن يتجرع أردوغان من سوء ما قدمت يداه تجاه مصر..ما موقفكم فى حالة حدوث انقلاب عسكرى أمريكى أو إسرائيلى هل ترفعون نفس "الراية" وترفضون الانقلاب ؟!