ألقى الدكتور خالد عمران أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية كلمة بالندوة التي عقدت بمركز زايد لتعليم العربية لغير الناطقين بجامعة الأزهر لبرلمان الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف تحت عنوان "الأزهر والتكافل الاجتماعي" أكد فيها علي أن الأزهريين جمعيًا أسرة واحدة بينهم صلات وعلاقات وأرحام متعددة تجعل خريج الأزهر في تواصل دائم مع الأزهر الشريف ومع كل من تخرج فيه، وهذا التواصل المستمر أحد الآليات الأساسية في البرنامج الأزهري للحفاظ على الوسطية ومواجهة التطرفات المختلفة، مع الالتفات إلى أن الأزهر بذلك صاحب رسالة تعليمية ليس فيها طموحات للسيطرة على أحد كما تحاول أن تفعل بعض النماذج المخالفة للوسطية الأزهرية. وأشار إلى أَنَّ هناك تحديات ومحاولات من المتطرفين لسرقة هذا الجانب وتمرير التطرف عن طريق استغلال حاجة بعض الطلاب الوافدين إلى المعونة المادية أو المعنوية، ومحاولة تمرير الأفكار السوداء عبر الخدمات الاجتماعية، وهذا مخالفة صارخة لمنهج الأزهر ورسالته. وقد عدد الروابط التي تربط الأسرة الأزهرية بعضها ببعض والتي يأتي على رأسها الرابط الإنساني الذي يربط بين كل إنسان وأخيه، وهو ما يسميه بعض العلماء "الرحم الإنساني" أخذا من قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا، وهي توجب علينا حقوقا منها التعاون الإنساني في كل باب من أبواب الخير والنفع العام، وهو ما أكد عليه علماء الأزهر مثل الشيخ المراغي الذي دعا إلى الزمالة الإنسانية، والدكتور محمد غلاب في كتابه آمنت بالإنسان والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمد محمد المدني وغيرهم من أعلام التجديد الأزهري الذي حافظ على دوائر العلاقات المتكاملة للمسلم وبالأخص لخريج الأزهر الشريف. كما أوضح أَنَّ بين الأزهريين جميعا رابطًا خاصا وهو الانتماء للأزهر الشريف؛قائلا:" هذا ما يجعلني أشعر أن لي في مكان زملاء وإخوة من نفس الأسرة تربطني بهم رسالة الأزهر و يربطهم بي أيضا ذكريات إقامتهم في مصر حيث التراث المتنوع للحضارات الإنسانية المتعددة، ويضع في أعناقنا دين الوفاء وصلة الرحمة؛ فالأزهر رحم بين أهله. وأضاف أنه كان ولا زال من الواجب أن تُتَرجم هذه القيم إلى إجراءات ومؤسسات وبرامج عمل حيث لا يكفي أن تظل كلمات ونظريات؛ ومن ثم تأتي قيمة فكرة الرابطة العالمية لخريجي الأزهر منظمة دولية تعني بالخدمات الإنسانية والاجتماعية لخريجي الأزهر في أنحاء العالم لتقديم يد العون لهم على النجاح المستمر حتى بعد انتهاء الدراسة، كما تعنى بشكبة العلاقات بين الأزهريين من ناحية وبينهم وبين الإنسانية من ناحية أخرى، لتفعيل رسالة الأزهر الشريف في العالم. واختتم المحاضرة قائلا: "أَنَّنا في انتظار جهد مشترك من الأزهريين جميعا يتعاون فيه الجميع للحفاظ على رسالة الأزهر من خلال مزيد من المشاريع والإجراءات والعمل الجاد لسد احتياجات المحتاجين وقضاء حوائج الخلق أجمعين". وأكد أحمد زكريا مدير إدارة الوافدين أن الرابطة دائمًا تسعى لخدمة الطلاب الوافدين بكافة المراحل التعليمية منذ دخول الطالب الوافد مصر وحتى التخرج والعودة إلى بلاده. وأوضح، أن الهدف من حرص الرابطة والإهتمام بالطلاب الوافدين لترسيخ وسطية الأزهر ومواجهة كافة أشكال العنف والتطرف من خلال ما ينظم من الدورات المختلفة, على أن تكون الدورة مناسبة لكل مرحلة تعليمية ( ما قبل الجامعة – مرحلة الجامعة – مرحلة الدراسات العليا ), والأنشطة التي تنظم من خلال فروع الرابطة بالخارج. كما حث الطلاب الوافدين على عدم الإنخراط وراء الأنشطة التي تنظمها الجمعيات والجامعات التي تحمل أفكار متشددة ومتعصبة, وأن الأفضل التسجيل في الأنشطة التي تنظمها الرابطة سواء بمقر الرابطة أو بمدينة البعوث الإسلامية التي تعمل على نشر وسطية الأزهر وفكرة المعتدل, وكذا التسجيل بفروع الرابطة بدولكم. من جانبه قدم الطالب أدم يونس رئيس برلمان الطلاب الوافدين الشكر للرابطة وللإمام الأكبر على دعمهم للطلاب الوافدين والعمل على خدمة ورعاية الطلاب الوافدين في شتى المجالات، مشيرًا إلى أن البرلمان قام بإعداد برنامج سنوى للأنشطة التي ينظمها بالتعاون مع الرابطة في المجالات ( الثقافية , الإجتماعية , الرياضية ) خدمة للطلاب الوافدين وتفعيلا لدوره المهم لمساعدة هؤلاء الطلاب. وعلى هامش الندوة أعدت الرابطة حفل إفطار جماعي للطلاب الوافدين عقب إنتهاء الندوة لعدد 120 طالب وطالبة, بمطعم مركز الشيخ زايد لتعليم اللغة العربية.