بدأت القوات النظامية السورية اليوم "السبت" هجوما معاكسا في حلب أو ما أطلق عليه البعض "أم المعارك" لاستعادة المناطق التي وقعت بين أيدي المعارضة المسلحة. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن "اشتباكات هي الأعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة أحياء" المدينة. وأفادت لجان التنسيق المحلية بسقوط 30 قتيلا في مدن سورية عدة. وذكر شهود عيان أن رتلا قوامه 52 دبابة وصل إلى حي صلاح الدين واشتبك مع الجيش السوري الحر الذي دمر 8 دبابات وقتل منه ثلاثة جنود، مؤكدين أن المروحيات العسكرية تقصف الأحياء التي يتواجد فيها الجيش السوري الحر مما أدى إلى موجة نزوح من بعض الأحياء هربا من القصف. وأضاف مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "يمكننا القول إن الهجوم بدأ"، موضحا ان "اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في عدة احياء" المدينة. وأشار الى "تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) قادمة إلى حي صلاح الدين" الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين. وأكد أن "حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار". وتحدث عن "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف، واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت لنحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متجهة لحي صلاح الدين". وتابع قائلاً: "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور وعدة احياء اخرى في المدينة". وتحدثت لجان التنسيق المحلية ايضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد. وكانت نيران المروحيات السورية استهدفت العديد من احياء حلب، ثاني مدن سوريا الجمعة، مع استكمال الجيش السوري تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الاحياء التي ينتشر فيها المعارضون المسلحون، فيما حذرت عواصم عدة من مقتل مزيد من المدنيين ودعت الى وقف الهجوم. وكان المرصد السوري ذكر ان "احياء صلاح الدين والاعظمية (جنوب غرب) وبستان القصر والمشهد والسكري (جنوب حلب) تعرضت لاطلاق نار من رشاشات الطائرات الحوامة"، مشيرا ايضا الى اشتباكات في محطة بغداد وحي الجميلية وساحة سعد الله الجابري (وسط) فجرا. وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان "انفجارا قويا" استهدف مساء الجمعة مقرا لحزب البعث السوري الحاكم في مدينة حلب، مشيرا الى مقتل حارس المقر اثر اطلاق نار اعقب الانفجار. وقال المرصد في بيان "ان المعلومات الاولية تشير الى ان انفجارا قويا وقع في حلب واستهدف فرع حزب البعث الحاكم في سوريا قرب ساحة سعدالله الجابري" مضيفا "نؤكد سقوط قتيل هو حارس المقر الذي لم يقتل بالانفجار بل في اطلاق نار استهدف المقر" المذكور. وقال مقاتل في صلاح الدين إن "الحي خلا من المدنيين"، مضيفا ان "الجيش موجود عند مشارف الحي، لكنه لم يتمكن من دخوله". من جانبه قال بان كي مون "احث الحكومة السورية على وقف الهجوم"، مضيفا ان العنف يجب ان يتوقف "من قبل الجانبين". واعربت عدة عواصم عن قلقها. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "نحن قلقون للغاية بشان الوضع في حلب"، منددا ب"الهجوم البشع الذي تنفذه قوات (الرئيس بشار) الاسد على المدنيين".