أكد المرصد السوري لحقوق الانسان ان الجيش السوري شن السبت هجومه المضاد لاستعادة مناطق تسيطر عليها المعارضة المسلحة في حلب. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "يمكننا القول ان الهجوم بدأ"، موضحا ان "اشتباكات هي الاعنف منذ بدء الثورة تدور في احياء عدة" المدينة. واشار الى "تعزيزات عسكرية (للجيش السوري) متوجهة الى حي صلاح الدين" الذي يضم العدد الاكبر من المقاتلين. واضاف ان "حي صلاح الدين يتعرض للقصف وتدور اشتباكات عنيفة على مداخله بين مقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة والقوات النظامية التي تحاول اقتحام الحي الذي يسيطر عليه الثوار". وتحدث عن "سقوط قذائف واشتباكات في حي السكري الذي يشهد حالة نزوح في صفوف الاهالي بعد سقوط قذائف... واشتباكات عنيفة في منطقة الحمدانية صباح اليوم (السبت) استمرت نحو ساعتين بين الثوار وعناصر قافلة عسكرية متوجهة الى حي صلاح الدين". وتابع "شوهدت الدبابات في حي سيف الدولة. وتدور اشتباكات على مداخل حي الصاخور واحياء عدة اخرى في المدينة". وتحدثت لجان التنسيق المحلية ايضا عن معارك في محيط صلاح الدين جنوب غرب العاصمة الاقتصادية للبلاد. ولم يتسن تأكيد تطورات الموقف هذه من مصادر مستقلة. وكذلك لم يصدر ما يؤكد أو ينفي هذه الانباء من الجانب الحكومي. وكانت الدعوات لوقف هذا الهجوم قد تصاعدت خشية سقوط ضحايا مدنيين. واستهدفت نيران المروحيات السورية العديد من احياء المدينة الجمعة، مع استكمال الجيش تعزيزاته لشن هجوم حاسم على الاحياء التي ينتشر فيها المعارضون المسلحون. في هذه الاثناء، اعلن مسلحون من المعارضة "أسر" أكثر 150 عنصرا من قوات النظام في مدينتي حلب ودرعا ومحافظة ادلب، حسبما افاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مائة وخمسة عشرا شخصا قتلوا برصاص القوات النظامية الجمعة، في مناطق مختلفة أغلبهم في حلب ودرعا التي شهدت وحدها أكثر من عشرين قتيلا جراء اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش الحر. وقال مصدر امني إن وحدات الجيش "استكملت تقريبا" انتشارها في محيط المدينة، مشيرا الى ان "المسلحين المعارضين ينتشرون في الازقة الصغيرة، ما سيجعل المعركة صعبة جدا". وبدأت الحكومة السورية في ارسال تعزيزات الى حلب ثاني كبرى المدن السورية منذ يوم الخميس. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا أن الجيش السوري يستخدم المروحيات في قصف أحياء جنوب غربي حلب وصلاح الدين وبستان القصر والسكري والمشهد والأعظمية. وقال الناشطون إن القوات النظامية اشتبكت أيضا مع المعارضة المسلحة في منطقة الجمالية، وسط حلب، والقريبة من الحي التاريخي القديم في المدينة وفي محطة بغداد وفي ميدان سعد الله الجابري. في غضون ذلك تزايدت الدعوات الدولية للحكومة السورية لحضها على وقف "هجوم وشيك" على المدينة. وحذرت الدول الغربية من "مجزرة وشيكة" بينما تتأهب قوات الجيش للهجوم. وقال ناشطون إن ضحايا سقطوا حتى الان في عمليات عسكرية مستمرة بينما يستمر الجيش في حشد قواته حول المدينة. وأعرب الأمين العام للامم المتحدة بان غي مون عن قلقه "الشديد لاحتدام اعمال العنف في حلب". ودعا "الحكومة السورية إلى وقف الهجوم" الذي تشنه على المدينة. وأضاف الامين العام للامم المتحدة "يجب ان يتوقف العنف من الجانبين حرصا على المدنيين الذين يعانون في سوريا". وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجمعة إنه يجب اتخاذ خطوات دولية للتعامل مع حشد قوات الرئيس بشار الأسد حول مدينة حلب وتهديدات حكومته باستخدام الأسلحة الكيماوية. أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فقال إن "هذا التصعيد غير المقبول للنزاع قد يؤدي الى خسائر مفجعة في ارواح المدنيين وإلى كارثة انسانية" داعيا الحكومة السورية إلى التخلي عن الهجوم. من جانبه أعلن المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو الجمعة أن بلاده "قلقة جدا من المعلومات الميدانية الواردة من حلب ودعا إلى وضع حد لأعمال العنف". وكانت واشنطن قد عبرت عن قلقها من أن تكون القوات الحكومية السورية تعد "لارتكاب مجازر" في مدينة حلب. وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن حشد الدبابات والمروحيات والطائرات يشير إلى أن القوات الحكومية على وشك شن هجوم واسع النطاق على المدينة. وقالت المتحدثة باسم الوزراة فيكتوريا نولاند ان هناك تصعيدا جديا في النزاع. وفي محافظة ادلب، قال المرصد السوري إن مسلحي المعارضة "أسروا الجمعة خمسين عنصرا من القوات النظامية في مدينة معرة النعمان بينهم 14 ضابطا". ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مدير المرصد رامي عبد الرحمن قوله إن "مقاتلي الكتائب الثائرة أسروا خمسين عنصرا من القوات النظامية بينهم 14 ضابطا بعد اشتباكات استمرت نحو 12 ساعة وانتهت بتدمير نقطة عسكرية امنية في معرة النعمان والاستيلاء عليها". ولا يمكن التأكد من صحة التقارير الواردة من سوريا من مصدر مستقل بسبب القيود المفروضة على الصحفيين هناك. فيديو: http://www.youtube.com/watch?v=eYaXDLHVKck&feature=youtu.be