بعد مرور 24 عاما علي بدء العمل في إنشاء متحف آثار سوهاج علي ضفاف كورنيش النيل الشرقي بمحافظة سوهاج، فإنه لم يتم الانتهاء من إنشاء المتحف بسبب مشاكل التمويل ومشكلات مستعصية مع المقاول ليتحول المكان إلي بيت للأشباح ومأوي للكلاب الضالة. وأنشئ متحف آثار سوهاج على ضفاف النيل في عام 1993م على مساحة 5600 متر بالقرب من مبنى ديوان عام المحافظة ومنذ ثورة 25 يناير توقف العمل تماما في المبني ولا يعلم أحد من أبناء المحافظة سبب توقف العمل ولا متي يتم الانتهاء من هذا المشروع الذي يضع المحافظة علي الخريطة السياحة وينقذ آثار المحافظة المكدسة في كراتين بمخازن الآثار. ويقول أحد الخفراء المكلفين بحراسة المبني، أنه مكلف بحراسة المبني ومعه اثنان آخران وأشار إلى أن العمل في المبني متوقف تمامًا منذ ثورة 25 يناير، وأكد أنهم مروا بظروف صعبة أثناء حراستهم للمبني في أعقاب تلك الثورة لأنه كانت هناك محاولات لسرقة الخشب الموجود في داخل المتحف، وكذلك سرقة المعدات وأجهزة التكييف، وأكد أن جميع المعدات والتكييفات والأجهزة التي توجد بالمتحف في الداخل تعرضت للصدأ. وذكر تقرير صادر عن إدارة المتاحف بسوهاج ، يفيد بأنه تم وضع حجر الأساس للمتحف بداية عام 1993م وتم إسناد عملية إنشاء المبنى "متحف آثار سوهاج" لأحد المقاولين على أن يتم تسلم المتحف جاهزًا وبشكل نهائي في 26-6-1995 وقام المقاول بتنفيذ حوالي 40% من الأعمال المسندة إليه وتوقف عن العمل في عام 1996 بحجة وجود مشاكل هندسية في قواعد الجمالون. وذكر التقرير أنه نشب خلاف بين المقاول والمجلس الأعلى للآثار وبعدها تم سحب المشروع من المقاول، وتم عمل كشف حصر للمعدات والآلات والتشوينات الموجود بالمتحف والتحفظ عليها وتم وضع حراسة على المتحف من المجلس الأعلى للآثار الذي أصبح المتحف في حيازته بتاريخ 14-9-2000 وتم تكليف المكتب الاستشاري القائم بالتنفيذ على استئناف العمل بعمل التصميمات المعمارية والإنشائية لاستكمال باقي الأعمال والتعديلات المطلوبة للمتحف. وأشار التقرير إلى أنه تم إسناد استكمال الأعمال إلى الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للقوات المسلحة مع بداية 2005 وقام مستشار الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في ديسمبر 2006 بإجراء تعديلات جذرية لتحويل مسار الزيارة ليكون المدخل الرئيسي لصالة العرض الرئيسية من جهة النيل وأنهت القوات المسلحة الأعمال الخراسانية وتم إنجاز ما يقرب من 80% ليتوقف المشروع في مرحلته الأخيرة الخاصة بالتشطيبات النهائية. وأشار إبراهيم الشريف، المدير العام لمتاحف آثار سوهاج، إلى أن الأعمال التي تم الانتهاء منها هى أعمال الخراسانات العادية والمسلحة والسلالم للمدخل ما بين المتحف ونادي نقابة المهندسين والانتهاء من جميع رخام جميع الوجهات وأعمال الرخام بالدور الأرضي وأعمال كريتال الأسوار والمناور وأعمال بياض الحجر الصناعي بالمناور وتركيب سيراميك أرضية وحمامات كبار الزوار والإدارة وأعمال رخام "جولد بيج" بالممرات الخارجية بالدور الأرضي وأعمال الإنذار بالبدروم وعزل أرضية الأحواض على يمين الداخل. وأضاف أنه تم تركيب بعض شبكات توصيل الكهرباء وأجهزة الإنذار والحريق وتركيب حوائط المطبخ الخاص بالكافيتريا وتشطيب مناور البدروم بالحجر الصناعي وتركيب حديد كريتال حماية للأسوار الخارجية وتبليط الأسطح بلاط سنجابي، وتم الحفر لتوصيل الكابلات الكهربائية إلى مبنى المتحف من المحطة الرئيسية، وتم تنفذ المرسى النيلي السياحي أمام المتحف، كما تم تركيب السلم المتحرك بقاعة العرض الرئيسية. وأكد أن الأعمال المتبقية بالمتحف ولم يتم الانتهاء منها هى شبكة الكهرباء والمصاعد الكهربائية وشبكة التكييف المركز والتشطيبات النهائية لصالة العرض الرئيسية التي تشمل الأرضيات والسقف والحوائط والإضاءة والتشطيبات النهائية للمدخل الرئيسي مع قاعة استقبال الزائرين، وتثبيت وتوصيل المحول الكهربائي وعملية العرض المتحفي. وأشار الشريف إلى أن المتحف يتكون من طابقين وبدروم، يضم الدور الأرضي ثلاث قاعات عرض رئيسية وقاعة لكبار الزوار وبهوًا يعرض فيه التراث السوهاجي من الحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة سوهاج، وإحدى تلك القاعات للعرض المتحفي. وأضاف أنه في حال تشغيل المتحف سيتم عرض 3000 آلاف قطعة أثرية تتنوع بين تماثيل حجرية وخشبية ومومياوات حيوانية وتوابيت فرعونية وعملات ذهبية وفضية وبرونزية تحكي تاريخ سوهاج علي مر العصور منذ حقبة ما قبل الأسرات وحتى العصر الإسلامي تم الحصول عليها من المتحف المصري والوادي الجديد وجهات أخري وهي محفوظة الآن بالمخزن المتحفي بمنطقتي الديابات والشيخ حمد وقاعة محاضرات أخرى تستوعب 150 فردًا، كما أن المتحف مزود بسلم متحرك ومصعد كهربائي للتنقل بين قاعاته المختلفة ومكتبة أثرية ومخازن أثرية ومخازن إدارية، إضافة إلى كافيتريا، موضحا أن المتحف يحتاج إلى ما يقرب من 30 مليون جنيه، ليتم الانتهاء من جميع الأعمال بالمبني.