ظل ومتحف آثار سوهاج القومي. علي ضفاف النيل الشرقي ينتظر مثل أبناء المحافظة حركة المحافظين ربما سيهتم محافظ الاقليم الذي وقع عليه الاختيار بحالة المتحف القريب من مكتبه أو حين يمر بجواره لينقذه من الضياع ويحقق حلم أهل سوهاج فيه ذلك الحلم الذي وأده مسئولو الآثار ربما عن قصد أو بدون. المتحف لايزال علي حاله السييء رغم تولي 13 محافظا المسئولية وكل ما تم وضع حجر الأساس له في بداية التسعينيات تمهيدا لاستقبال الزوار علي أقصي تقدير خلال خمس سنوات لكن السنوات مرت أعقبها خمس أخري بل خمسة وعشرون عاما!! لا هو استقبل زواره ولا المحافظين فعلوا شيئا من أجله!! ووقف عند حد البناء. بناء لم يكتمل حتي أركانه الأربع يصارع الفناء داخل غرفة الانعاش. بل يصارع أشباحا بداخله تلتهم أجهزة ومعدات انفق عليها الملايين وتراب امتلأ به المكان وآلات حديدية صدأة وسلم كهربائي تعطل من عدم التشغيل فضلا عن تأثير عوامل التعرية علي واجهته حتي لافتته اختفت وعندما تسأل المسئولين وقيادات الآثار عن سبب عدم تشغيل المتحف. الاجابة تكون بطأطأة الرءوس فلا اجابة محددة لأن السنوات التي مرت كانت كفيلة بتشغيله منذ أكثر من عشر سنوات.. "المساء" اقتربت من المتحف الكائن بمدينة ناصر بالقرب من مبنيي ديوان عام المحافظة ومديرية أمن سوهاج وعلي بعد أمتار من جامعة سوهاج. يقع المتحف الذي تبلغ مساحته 6500م2 علي نهر النيل تكون اطلالته في موقع متميز. لكن أبواب المبني مغلقة بالجنازير والواجهة الرئيسية غلب عليها التراب. مبني أشبه ببيت للأشباح تأوي إليه القطط والكلاب الضالة. هذا ما رأيناه حتي عندما سألنا عن العاملين به. قالوا لا يوجد به أي عمال أو أعمال وهو علي هذا الحال منذ سنوات. اللهم إلا عندما يأتي مسئول من وزارة الآثار لينظر إليه تفتح أبوابه المغلقة ثم تغلق مرة أخري بعدما يكون قد ألقي عليه نظرة سريعة ولم يكن أمامنا إلا التحدث مع ابراهيم الشريف مدير عام المتحف الذي قال: نعم متحف سوهاج القومي هو حلم أبناء سوهاج. حلم طال انتظاره بعد أن تم وضع حجر الأساس في بداية التسعينيات لإنشاء المتحف لاظهار تاريخ وآثار هذه المحافظة عبر العصور المختلفة ومر علي انشائه 24 عاما بتكلفة بلغت 40 مليون جنيه مشيرا إلي انه تم انتهاء الإنشاءات بنسبة 80% حيث تم وضع حجر الأساس للمتحف مع بداية عام 1993م علي أن يسلم المتحف جاهزا في 26/6/1995. نفذ المقاول حوالي 40% من الأعمال المسندة إليه وتوقف عن العمل في عام 1996 بحجة مشكلة قواعد الجمالون ونشب خلاف بين المقاول والمجلس الأعلي للآثار وبعدها تم سحب المشروع من المقاول وتم عمل كشوف حصر للمعدات والموجودات والتشوينات الموجودة بالمتحف والتحفظ عليها وتم وضع حراسة علي المتحف من المجلس الأعلي للآثار الذي أصبح المتحف في حيازته بتاريخ 14/9/2000 وتم تكليف المكتب الاستشاري القائم بالتنفيذ علي استئناف العمل بعمل التصميمات المعمارية والانشائية لاستكمال باقي الأعمال والتعديلات المطلوبة للمتحف واسناد استكمال الأعمال إلي الشركة الوطنية للمقاولات التابعة للقوات المسلحة في بداية 2005 وقام مستشار الأمين العام في ديسمبر 2006 بإجراء تعديلات جذرية لتحويل مسار الزيارة ليكون المدخل الرئيسي لصالة العرض الرئيسية من جهة النيل وأنهت القوات المسلحة الأعمال الخرسانية وتم انجاز ما يقرب من 80% ليتوقف في مرحلته الأخيرة الخاصة بالتشطيبات النهائية منذ عام .2011 اضاف ابراهيم الشريف أنه تم الانتهاء من أعمال الخرسانات العادية والمسلحة والسلالم للمدخل ما بين المتحف ونادي نقابة المهندسين والانتهاء من جميع أعمال الرخام للواجهات والدور الأرضي وأعمال كريتال الأسوار والمناور وأعمال بياض الحجر الصناعي بالمناور وتركيب سيراميك أرضية وحمامات كبار الزوار والإدارة وأعمال رخام "جولد بيج" بالممرات الخارجية بالدور الأرضي وأعمال الانذار بالبدروم وعزل أرضية الأحواض علي يمين الداخل وتركيب بعض شبكات وتوصيل الكهرباء وأجهزة الانذار والحريق وتركيب حوائط المطبخ الخاص بالكافيتريا وتشطيب مناور البدروم بالحجر الصناعي وتركيب حديد كريتال حماية لزوم الأسوار الخارجية وتبليط الأسطح بلاط سنجابي وتم الحفر لتوصيل الكابلات الكهربائية إلي مبني المتحف من المحطة الرئيسية كما تم تنفيذ المرسي النيلي السياحي أمام المتحف وتركيب السلم المتحرك بقاعة العرض الرئيسية واشار الشريف إلي أن الأعمال المتبقية بالمتحف هي شبكة الكهرباء والمصاعد الكهربائية وشبكة التكييف المركزية والتشطيبات النهائية لصالة العرض الرئيسية التي تشمل الأرضيات والسقف والحوائط والاضاءة والتشطيبات النهائية للمدخل الرئيسي مع قاعة استقبال الزائرين وتثبيت وتوصيل المحول الكهربائي وعملية العرض المتحفي. وأوضح الشريف ان الشركة الوطنية للمقاولات التابعة لجهاز الخدمة الوطنية قامت باستئناف العمل مرة أخري في منتصف فبراير الماضي ولمدة أسبوعين لاستكمال الأعمال بالمرسي النهري الذي من المتوقع أن ترسو عليه البواخر النيلية السياحية بإنشاء المرسي النيلي وتدشين الضفة الشرقية للنيل ناحية المتحف. اضاف الشريف ان متحف سوهاج القومي يتكون من طابقين الدور الأرضي يحتوي علي المكاتب الادارية والمخازن الادارية وقاعات الترميم وقاعات التربية المتحفية والورش وقاعة تتوسطهم وهي قاعة التحنيط والموميات. أما الدور الثاني يحتوي علي صالة العرض الرئيسية والمكتبة ومن المقرر بعد تشغيل المتحف ان يتم عرض 3 آلاف قطعة أثرية تحكي تاريخ سوهاج علي مر العصور منذ حقبة ما قبل الأسرات وحتي العصر الإسلامي وقاعة محاضرات أخري تستوعب 150 فردا ومزودا بسلم متحرك ومصعد كهربائي للتنقل بين قاعاته المختلفة بالاضافة إلي كافيتريا وهناك قاعة لكبار الزوار وبهو تعرض فيه الحرف اليدوية التي تشتهر بها المحافظة. وقال مدير عام المتحف القومي ان عدم استكمال المشروع بسبب نقص التمويل فهو يحتاج إلي 30 مليون جنيه لاستكمال باقي الأعمال المتبقية في المتحف كما ان الشركة المنفذة للمشروع الشركة الوطنية لها مستحقات 8 ملايين جنيه مشيرا إلي أنه تم صرف ما يقرب من 40 مليون جنيه علي إنشاء المتحف من بداية وضع حجر الأساس حتي تاريخه وأوضح بأن وزارة التخطيط قد خصصت في العام الحالي 5 ملايين جنيه للمساعدة في استكمال باقي اعمال المتحف ويطالب المسئولين المعنيين بالمتحف التدخل لاستكمال حلم ابناء سوهاج. وكان الدكتور ممدوح الدماطي وزير الآثار قد قام بزيارة لسوهاج نهاية أكتوبر الماضي تفقد خلالها موقع متحف سوهاج القومي للوقوف علي أهم المشكلات التي تعوض استمرار العمل بالمتحف وأكد مسئولو الآثار بسوهاج للوزير ان المتحف يحتاج إلي 30 مليون جنيه لاستمكاله ووعد الوزير بافتتاح المتحف خلال عامين. فيما أكد الدكتور أيمن عبدالمنعم محافظ سوهاج أن هناك مساعي خلال المرحلة القادمة والعمل علي انهاء الأعمال بالمتحف القومي للمحافظة مع توفير الاعتماد حيث تم الانتهاء من 80% من الأعمال الإنشائية مشيرا إلي أن تشغيل المتحف من أولويات المحافظة لأنه أحد عوامل الجذب الرئيسية للسياحة في سوهاج ويضع المتحف المحافظة علي الخريطة السياحية في مصر.