فى كثير من بلدان العالم ومنها بلادى مصر ، تحولت السياسة إلى تجارة يستثمر فيها من يرون فى أنفسهم الزعامة والقيادة ، وانضم إليهم من يقولون بأنهم مدافعون عن حقوق الإنسان ، وحول هؤلاء الزعماء والقادة ومن يطلقون على أنفسهم نشطاء ما بين سياسيين وحقوقيين ، تحولت أغلب المناسبات والفعاليات السياسية والأحداث إلى سوق كبير يتاجرون فيه بهموم بلادى مصر ، يبتاعون فيه الوعود السياسية والنضال ، ليس من أجل الحقوق عامة ، ولكن من أجل مصالحهم الخاصة فوقعوا فى المحظور، وهم يسعون فى الحقيقة إلى تحقيق مكاسب مادية إحداها داخلية من خلال خلق زعامة كاذبة ، وأخرى خارجية للحصول على تمويل المؤسسات الدولية التى تدعى فى نفسها أنها راعية الديمقراطية فى الدول الساعية للتقدم ، أو حتى من أجل أموال الدول التى من مصلحتها استمرار الأوضاع المعوجة فى الدولة خاصة السياسية والاقتصادية خدمة لأهداف أعداء الدولة فى الداخل والخارج. ومن أجل تلك المكاسب صنع هؤلاء لأنفسهم بيئة تتماشى مع طموحهم بكل مايتطلبه إعداد تلك البيئة من شخوص وآليات وصولا للهدف الأسمى وهو تحقيق الربح السياسى ، ولو كان على حساب الوطن ومصلحته. ومن هؤلاء التجار من لجأوا إلى استثمار بعض الأسماء والشخصيات ضمن آليات التجارة السياسية لرفع الطلب على بضاعتهم الخاسرة ، والتى يخدعون بها البعض من حسنى النية والمنخدعين بالشعارات والمظاهر الكذابة ، التى يرفعها هؤلاء الساسة والنشطاء، وساعدهم فى ذلك الأبواق الإعلامية الخاصة بهم سواء عن قصد أو عن غير قصد ، حتى خلقت من الأوضاع داخل بلادى مصر مايشبه الحرب النفسية ، فحاد الجميع عن الطريق القويم ووقع الكل فى المحظور ، سواء كان ذلك المحظور سياسيا أو مهنيا أو أخلاقيا ، حتى أصبح التردى هو سمة الموقف فى أغلب المجالات. ومن اللافت للنظر أن كثيرا من المتاجرين بالأحداث السياسية فى بلادى مصر ، شخصيات تعتبر فى نفسها الجدارة لكل شيء وبلا استثناء طالما يحقق ذلك الشيء مصلحتهم الخاصة ولو كانت على حساب المجتمع. لم يع هؤلاء أبعاء الاتجار بالسياسة والنظر فقط تحت الأقدام ومراعاة المصلحة الخاصة ، حتى وصل بهم الحال إلى أنهم يدعون ، ومن حيث لايعلمون ، إلى نظام ديكتاتورى قمعى بمعنى الكلمة ، حتى يتم تصحيح الاعوجاج فى أدائهم ، وهو أمر لا تنكره الدول المتقدمة أو تستبعده ، طالما كان يحقق مصلحة الدولة العليا. فى بلادى مصر الدولة تسعى جاهدة للارتقاء بوضعها بعد سنوات من النخر فى جسدها ، مارسته أنظمة وجماعات لاتعرف معنى الوطن ، كما تسعى للنهوض بأوضاع أبناء بلادى ، متبعة سياسات مختلفة لاصلاح الأوضاع الاقتصادية المتردية ، والتى لعب فيها عدو الداخل دورا كبيرا حتى تراجعت بشكل كبير ، بسبب تكالب الأمم على بلادى مصر ، ويحدث كل ذلك وأجهزة الإعلام تتجاهل الأحداث وتتجه وعن عمد الى الخوض فى أعراض المجتمع والبشر ، وأصبحت مفرداتها خارجة عن قاموس الأدب والأخلاق المجتمعى الذى تربى عليه أبناء بلادى. ممارسات المتاجرين بالسياسة هى حرب إذن فى حاجة إلى مواجهة بمعنى الكلمة ، حتى لاتتعرض الدولة لمزيد من الحروب التى تشنها أطراف خارجية من ناحية ، وتساعد بجناحها الثانى أطرافا داخلية. ------ * [email protected]