* الشعبة العامة للمطاحن والمخابز: الشون الترابية تفقدنا 25% من القمح * خبير: 27 فطرًا سامًا تنمو فوق الأقماح في الشون الترابية * مستشار الفاو: وزير التموين أخطأ بتخزين القمح بالشون الترابية * خبير زراعي: الشون الترابية قد تصيب الإنسان والحيوان بالتسمم بدأ موسم الحصاد.. وأعلنت الحكومة عن استعداداها لتوريد مايقرب من 4 ملايين طن قمح من الفلاحين المصريين ولكن في ظل غياب الصوامع المعدنية والبلاستيكية والاسمنتية، ما دفع الحكومة للاستعانة بالشونة الترابية الامر الذي يضر بصحة المصريين وذلك لكون تلك الشونة بدون سقف ما يعرض المحصول الاستراتيجي للفقدان بنسبة تصل الى 20% وتكاثر فطريات سامة قد تودي بحياة الانسان. فقد ادان الدكتور محمد فتحي سالم، خبير الزراعة الدولي ومستشار منظمة الفاو السابق، قرار وزير التموين المصري الدكتور خالد حنفي بالاستعانة بالشون الترابية في تخزين الاقماح لهذا العام وذلك لما تسببه من فاقد كبير من قيمة الاقماح المخزنة، مشيرا الي انه كان من الاولي الاستعانة بالصوامع التي انشأتها دولة الامارات العربية والتي تستوعب 2.5 مليون طن من الاقماح. وأوضح مستشار الفاو السابق في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن وزارة التموين المصرية فتحت باب استيراد الاقماح الاجنبية من الخارج منذ منتصف مارس الماضي على الرغم ان القمح المصري يمتاز عنه بأن نسبة البروتين به تتراوح من 16 الى 18 % ضعف نسبة البروتين في نظيره المستورد. واشار سالم الي ان مصر تستورد اقماح بمبلغ 28 مليار جنيه مصري وهو ما يحمل الدولة عبء العملة الاجنبية في حين ان الدولة تدعم زراعة القمح ب 4.8 مليار جنيه، وتسقبل اقماح من الفلاحين المصريين بقيمة 10 مليارات جنيه اي مايعادل 2500 جنيه للاردب، مشددا على ضرورة الاهتمام بالقمح المصري وتوفير الصوامع الملائمة له للحفاظ عليه من الفقدان وذلك لأنه افضل من نظيرة المستورد والذي يحتوي علي سموم فطرية تؤثر سلبا علي صحة الانسان. كما أكد الدكتور نادر نور الدين، أستاذ المياه بجامعة القاهرة والخبير الزراعي، أن وزير التموين المصري الدكتور خالد حنفي تسبب في ازمة للفلاحين المصريين بعدما أوهم الرأي العام بأن هناك صوامع كافية لاستيعاب كافة الاقماح إلا أنه وفور بدء موسم الحصاد تبين عكس ذلك مما دفع رئيس الوزراء لفتح الشونة الترابية لاستقبال تلك الاقماح بعد تكدسها في بيوت الفلاحين. وأوضح "نور الدين" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" أن 27 فطرا ينمو فوق الأقماح التي يتم تخزينها في الشون الترابية نتيجة لتعرض تلك الأقماح للرطوبة والتي تزيد عن 20% في الجو وكذلك درجات الحرارة التي تزيد عن 20 درجة مئوية، وهو الامر الذي يتسبب في تكوين سموم الفاتوكسن والتي لاتموت علي الاطلاق حتي ولو تم وضع رغيف الخبز في النار مما يدفع الانسان لتناول الخبز بما فيه من فطريات وسموم تؤثر بالسلب على صحته. وقال الخبير الزراعي إن الشون الترابية غير مٌغلقة ما يجعلها مرتعا للقوارض والفئران والطيور مثل العصافير ومخلفاتها التي تختلط بالقمح ويتم طحنها ليخرج دقيق مختلط بكل ذلك ويجعله غير صحي للاستهلاك الآدمي، مشددًا على ضرورة الاستعانة فقط بالصوامع المعدنية التي تستوعب 30 الف طن او الصوامع الاسمنتية المغلقة والتي تستوعب 60 الف طن من الاقماح أو حتي الصوامع التي تشبه الصوب البلاستيكية المكيفة والتي تحمي القمح من الرطوبة ودرجات الحرارة المرتفعة. وفي ذات السياق أكد المهندس حمدي عاصي، وكيل أول وزارة الزراعة السابق، أن تخزين الأقماح في الشون الترابية قد يصيب الإنسان والحيوان على حد السواء بالتسمم، نتيجة لاختلاط الفطريات التي تتكاثر نتيجة تشوين الأقماح في العراء مع رطوبة الجو. وندد "عاصي" في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" على استعانة وزارة التموين بالشون الترابية لتخزين محصول القمح لهذا العام، وذلك لأن تلك الشون تتسبب في خلط الاقماح بالاتربة، بالإضافة إلى نمو الكثير من الحشرات والفطريات والفئران، مؤكدًا أن تلك النوعية من الشون تتسبب في فقدان نسبة تتراوح من 15 إلى 20% من الاقماح المخزنة بها. وذكر أن مصر تنتج سنويا مايتراوح من 3.5 مليون طن الي 3.7 مليون طن قمح سنويًا تحتاج إلى عدد كبير من الصوامع لتخزينها للحفاظ، على ذلك المحصول الاستراتيجي للشعب المصري، مشيرا الي ان الصومعة سعة 60 ألف طن تصل تكلفتها الى 30 مليون جنيه. وتساءل مستنكرا "لماذا لم يتم تخزين الأقماح في الشون التي أنشأتها دولة الإمارات العربية بسعة 60 ألف طن وعددها 25 صومعة؟!"، مشددًا على ضرورة التوسع في الاستعانة بالشركات الخاصة لبناء صوامع استثمارية ليتم التخرين بها. وقال عبدالله غراب، رئيس الشعبة العامة للمطاحن والمخابز باتحاد الغرف التجارية، إن سوء التخزين يرفع من فاقد القمح المحلى، لأن البيئة التى يوضع القمح فيها على التراب وفى العراء يسبب تلف كميات كبيرة وإهدار كمية تصل الى 25% من القمح الذى تشتريه الحكومة من الفلاحين سنوياً. وأوضح غراب، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد" ان القمح هو اهم محصول استراتيجي للبلاد، حيث يعتمد عليه جميع المصريين في غذائهم، لافتا الي ان تخزينه في الشون الترابية يجعله مئوي للقوارض والحشرات والفئران والعفن والسرقة علي يد اللصوص بالاضافة الى اضراره علي الصحة العامة. وألمح رئيس الشعبة العامة للمطاحن والمخابز بإتحاد الغرف التجارية الى ان مصر تزرع مايقرب من 5 ملايين طن قمح يتم تخزينها في 2 مليون صومعة بجانب عدد من الشون الترابية، مشددا على ضرورة ان تكون ارضية تلك الشون عبارة عن بلاطة خرسانية بدلا من التراب للحفاظ على القمح من الضياع.