* صلاح أبو سيف.. رائد السينما الواقعية والسينما الإيطالية * "القصر" منحه العالمية فى بداية طريقه والإيطاليون يشيدون بأعماله * محمد قاسم: أبو سيف تأثر بالسينما الإيطالية لقربها بالطبيعة المصرية * صلاح اقتبس روح السينما الإيطالية ارتبط اسم المخرج الكبير صلاح أبو سيف بالسينما الإيطالية، خاصة بعد أن درس بها واطلع على السينما الإيطالية، والتى تنتمى إلى السينما الواقعية، والتى اشتهر بها بعد ذلك المخرج الكبير، وأصبحت علامة مميزة فى تاريخ السينما، فلم يكن صلاح أبو سيف ناقلا للسينما الإيطالية، ولكن كان له رؤيته الإخراجية، والتى تفوق فيها واشتهر عالميا، حيث أشاد به العديد من النقاد والمبدعين الإيطاليين والعالميين، وكان أول أفلامه المصرية والتى تم تقديمها أيضا بنسخة إيطالية، هو فيلم "القصر" بطولة عماد حمدى وسامية جمال وفريد شوقى. كان قد تأثر بتيار الواقعية الجديدة في السينما الإيطالية، وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية، وكانت الواقعية عند "صلاح أبو سيف" تعني أن ترى الواقع وتنفذ ببصرك وبصيرتك في أعماقه وأن تدرك وتعي جذور الظاهرة، لا أن تكتفي برصد ملامحها فقط، وهذا ما جسده في أفلامه مثل "ريا وسكينة"، و"الفتوة"، و"شباب امرأة"، و"بداية ونهاية"، و"القاهرة 30"، و"الزوجة الثانية"، و"السقا مات"، و"البداية". وقالت عنه الناقدة الألمانية اريكا ريشتر: "صلاح أبو سيف هو أستاذ الأفلام الواقعية في مصر، وتعتبر أفلامه بمثابة العمود الفقرى لهذا الاتجاه، تلك الأفلام التي تستطيع من خلالها دراسة أهم المواضيع والأساليب والحلول الفنية التي يلجأ إليها الفيلم الواقعى فى مصر للقضايا التى يواجهها ويتصدى لها". ولقد استطاع أبو سيف أن يواجه الأفلام اللاواقعية التي تنتجها "هوليوود الشرق" بأفلام ذات مضمون شعبي وإنساني اشتراكي، وأصبح بذلك سندا ومحرضا وممهدا للسينما المصرية التقدمية، مساهما بذلك مع كل الجهود الجدية في هذا المجال، ويعتبر الشباب الممثل الثانى للسينما المصرية بعد "كمال سليم"، كذلك استطاع أن يدخل الفيلم المصري في نطاق تاريخ الفن السينمائي العالمي، ولقد عرضت أفلامه في مهرجانات "كان، البندقية، موسكو، كارلوفي -فاري وبرلين". ويقول الناقد محمود قاسم: "صلاح أبو سيف من المخرجين الكبار الذين تأثروا بالسينما الإيطالية كونها الأقرب إلى حياتنا وعاداتنا وتقاليدنا، وبالتالى كان تأثره بها كبيرا، حيث ركز أبو سيف فى جميع أفلامه على الواقع وما يدور به نقله على الشاشة بكل تفاصيله الإنسانية والاجتماعية، وهو ما ساهم بشكل كبير فى نجاحها مثلما حدث فى السينما الإيطالية فى فترة من الفترات".