* مدير مستشفى السلام الحكومي: * تكلفة سرير الرعاية المركزة تتراوح بين 500 و700 ألف جنيه * 120 مريضا فى انتظار سرير يومياً * سعر غرفة العناية فى المستشفيات الخاصة يصل إلى 13 ألف جنيه فى اليوم * البعض يتطلب دفع تأمين 20 ألف جنيه أولاً قبل دخول المريض إذا لم يجد المواطن الفقير سرير رعاية مركزة فى المستشفيات الحكومية -بكل ما تعانيه من إهمال- يصبح الموت هو مصيره الوحيد، وعندما سأل "صدى البلد" عن التكلفة فى المستشفيات الخاصة فوجئنا أنها "نار"، بلغت تكلفة سرير العناية المركزة فى الليلة الواحدة بمستشفى دار الفؤاد بين 9 و13 ألف جنيه حسب حالة المريض، أما السلام الدولى فيتراوح سعره بين 8 و10 آلاف جنيه، أما كليوباترا فبين 5 و7 آلاف مع سداد 20 ألف جنيه تأمين، وفى مستشفى الصفا ليتراوح بين 5 و6 آلاف جنيه بعد دفع تأمين نحو 15 ألف جنيه، أقل سعر قد تصادفه يتراوح بين 3 و5 آلاف جنيه للسرير فى اليوم الواحد فى مستشفى النيل بدراوي، كل الأسعار قابلة للزيادة حسب احتياجات المريض، وكأن "اللى مش معاه ثروة يموت أحسن". حلول ممكنة لهذه الأزمة داخل وزارة الصحة، لكنها لا تصل إلى المسئولين، ويقترح الدكتور محمد السودانى مدير مستشفى السلام الحكومى حلاً لتوفير أسرة الرعاية المركزة، ويشير إلى أن مستشفيات القاهرة الكبرى تحتاج إلى مائة سرير إضافي للرعاية على الأقل، خاصة أن قائمة الانتظار اليومية تصل إلى 120 مريضاً على مستوى محافظاتالقاهرة الكبرى فقط، وأن توفير هذه الأسرة يحتاج إلى التفكير فى أكثر من جانب مثل توفير الأماكن والتجهيزات والقوى البشرية. فيما يخص الأماكن قال إنه من الممكن توفيرها فى المستشفيات التى تتمتع بمساحة كبيرة مثل مستشفى الهرم والشيخ زايد والسلام ومعهد ناصر وغيرها، وفى حالة زيادة تترواح بين 10 و 20 سريرا فى كل مستشفى سنستطيع توفير الأماكن المطلوبة. واضاف: أما بالنسبة للتجهيزات فيمكن توفيرها من خلال مناقصة مركزية تقوم بها وزارة الصحة لمستلزمات أسرة الرعاية التى تتمثل فى السرير وجهاز المونيتور "Monitor"، وعدد أقل من أجهزة التنفس الصناعى والصدمات الكهربائية وأجهزة رسم القلب، خاصة أن هذه الأجهزة لا يحتاجها جميع مرضى الرعاية، بجانب مضخات المحاليل والمستلزمات العادية والأدوية. ويشير "السودانى" إلى أن تكلفة سرير الرعاية الواحد تتراوح بين 500 إلى 700 ألف جنيه، أى أن تكلفة المائة سرير ستبلغ نحو 60 مليون جنيه، وهذه التكلفة لا تعتبر معضلة ويمكن توفيرها من خلال الإدارة المركزية للتخطيط بوزارة الصحة. ويرى "السوداني" أن المشكلة الأكبر تتمثل فى توفير القوى العاملة وحلها يتطلب أولا: الدراسة الجيدة لخطط العمالة التى تقدمها المستشفيات لوزارة الصحة كل ستة أشهر، ومن المفترض أن يتم حسابها بطرق علمية لأنها توضح ما لدى كل مستشفى من أطباء واحتياجاتها فى التخصصات المختلفة، ويتم إعادة توزيع القوى البشرية لتغطية الأماكن التى لديها عجز من الأماكن التى لديها فائض. أما الشق الآخر من الحل فيكون من خلال عمل بروتوكولات تعاون بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة، وذلك بعد التنسيق مع وزارة التعليم العالى، ويتضمن البروتوكول تكليف المدرسين المساعدين وأساتذة الرعاية المركزية من المستشفيات الجامعية بالإشراف على رعايات مستشفيات وزارة الصحة، وتقسيمهم إلى مجموعات بحيث تقوم كل مجموعة بالإشراف لمدة يومين فى الأسبوع، وبذلك يتم تغطية الإشراف على مدار الأسبوع، وتكون الأولوية للمستشفيات التى لديها عدد أكبر من أسرة الرعاية , على أن يتم التنظيم من خلال وزارة الصحة وكذلك عمل التعاقدات والالتزام بسدادها , لكى لا يتحول الأمر إلى عرض وطلب ولا يقتصر الإقبال على المستشفيات التى ستدفع أكثر.. بجانب عمل دورات تدريبية مكثفة للتمريض على أعمال الرعاية المركزة , على أن يتم تقسيمهم إلى مجموعات وتدريبهم نظريا فى المعهد القومى للتدريب وعمليا فى المستشفيات الجامعية. ولفت "السوداني" إلى ضرورة تحمل الوزارة تكاليف مرضى الرعاية بحيث يتم تغطيتها بالكامل سواء بقرارات العلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى، خاصة أن تكلفة علاج مريض الرعاية يوميا تتراوح بين 1200 و1500 جنيه مقسمة بين تكاليف مباشرة من أدوية ومستلزمات وقيمة فحوص وأشعّة وتحاليل، وتكاليف غير مباشرة من أجور ونسبة إهلاك، وهو ما يمثل عبئا على المستشفيات الحكومية يصعب تحمله.