* ثلثا أعضاء "النواب" البرازيلى يوافقون على عزل "روسيف " * استبدال حزب العمال الحاكم بهيئة "يمينية وسطية" حال تنحي "روسيف" * مسئول بالرئاسة: مجلس الشيوخ لن يوافق على سحب الثقة * استطلاع رأي: 10% يدعمون "روسيف" و60% يطالبون بعزلها ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، اليوم الاثنين، أن مجلس النواب البرازيلى صوّت أمس الأحد على سحب الثقة من الرئيسة البرازيلية "ديلما روسيف" على خلفية تهم بالفساد. ووفق الصحيفة، فقد ترأس "إدواردو كونها"، رئيس مجلس النواب وعدو "روسيف" اللدود، جلسة التصويت التى انتهت فى وقت متأخر مساء الأحد بموافقة 367 نائبا من أصل 513 -أى أكثر من ثلثى الأعضاء- على عزل "روسيف"، وهو أكثر من العدد المطلوب "342" لإحالة القضية الى مجلس الشيوخ. يذكر أن 137 نائبا رفضوا عزل "روسيف" وامتنع 7 نواب عن التصويت وتغيب نائبان عن جلسة التصويت. من جهته، أقر زعيم حزب العمال "جوزيه جيمارايش" بالهزيمة وصرح قائلا" المعركة الآن فى قاعات المحاكم والشوارع ومجلس الشيوخ". ووفق الصحيفة فقد شاهد عشرات الملايين من المواطنين عمية التصويت فى المنازل والشوارع، التى سعى فيها حزب المحافظين - المعارض- لعزل الرئيسة المنتخبة دون أن تستكمل نصف فترة ولايتها؛ مضيفة أنه فى حال موافقة مجلس الشيوخ على عزل "روسيف" فسوف تتنحى عن منصبها ويتم استبدال حزب العمال الذى كان يحكم البرازيل منذ عام 2002 بهيئة "يمينية وسطية" بقيادة نائب الرئيسة "ميشال تامر". وعكست جلسة التصويت بعض الجوانب المثيرة للسخرية فى مجلس النواب البرازيلى ؛ كان أبرزها عدد الرجال الكبير فى "حزب المرأة"؛ والحزب التقدمى الاشتراكى الذى يعد من أهم الجماعات اليمينية. يشار الى أن رئيس مجلس النواب "ادواردو كونها" يواجه اتهامات بالفساد وحنثا باليمين كما يواجه أيضا عدد كبير من النواب الذين صوتوا ب"نعم" تهما بالفساد وغسيل الأموال والتآمر والتزوير والاستيلاء على المال العام وغيرها، لكن مناصبهم البرلمانية حالت دون تعرضهم للمساءلة القانونية. من جهته، صرح كبير موظفى الرئاسة "جاكيس واجنر" بأن الحكومة واثقة من أن مجلس الشيوخ لن يوافق على سحب الثقة من "روسيف"، مشددا على أن التصويت كان بمثابة "نكسة" للديمقراطية ومؤامرة حاكها منافسى "روسيف" الذين لم يقبلوا بفوزها فى الانتخابات علم 2014. ووفق "الجارديان" فإن فرص "روسيف" فى النجاة من ذلك الأمر ضئيلة جدا ؛ خاصة مع تحول الرأى العام فى البرازيل ضدها . يذكر أن "روسيف" هى أول امرأة تصل للرئاسة فى البرازيل، وكانت من قبل واحدة من أكثر قادة العالم شعبية بنسبة دعم تصل الى 92%، لكن شعبيتها انخفضت نتيجة للأزمة الاقتصادية التى شهدتها البلاد، بالاضافة الى تحقيق "لافا جاتو" بشأن الفساد فى شركة "بيتروباس" المملوكة للدولة والذى كشف عن تورط أغلب الاحزاب الكبرى فى تهم فساد؛ وهو ما أدى الى اعتقال عدد كبير من المسئولين بحزب العمال. ووفق أحدث استطلاع للرأى فإن 10% من الشعب البرازيلى يدعمون "روسيف" و60% يطالبون بعزلها، ويرى المؤيدون أن الاتهامات الموجهة للرئيسة البرازيلية بالتلاعب المالى محاولة من أحد الاحزاب السياسية للاستيلاء على السلطة رغم تورط أغلب أعضائه فى جرائم أكثر خطورة. وقالت الصحيفة البريطانية إن مئات الآلاف من المواطنين فى اكثر من 12 مدينة برازيلية خرجوا الى الشوارع للتعبير عن موقفهم من عزل "روسيف" وكانت الأغلبية العظمى من المعارضين للحكومة، وتجمهر الفريقين امام مبنى مجلس النواب فى العاصمة البرازيلية "برازيليا" وفرقتهم الشرطة ووضعت حاجزا معدنيا. ونقلت الجارديان عن احد المواطنين المتجمهرين أمام الكونجرس قوله بأنه "لابد من التخلص من " روسيف" باعتبار أنها سرقت أموالا. فيما حمل المؤيدون ل"روسيف" -وهم أقل عددا واكثر هدوءا- لافتات تطالب بالدفاع عن الديمقراطية واحترام أصوات الناخبين فى إشارة الى عشرات الملايين الذين أدلوا بأصواتهم لصالح "روسيف" فى الانتخابات الأخيرة .