نشرت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية مقالا تحت عنوان "هذه أسباب الحالة السيئة للجيش الأمريكي" أن جيش الولاياتالمتحدة ضعيف بشكل خطير وغير مستعد لخوض الحروب، وهذا ما قال كبار القادة العسكريين أمام الكونجرس خلال الآونة الأخيرة. وأشارت إلى أن شهادة كبار الجنرالات هؤلاء والقادة لم تنل الاهتمام الكافي. وقال الجنرال مارك مايلي رئيس هيئة الأركان المشتركة إنه على مدار 15 عاما، لم يستعد جيش الولاياتالمتحدة لخوض صراع مثلما يفعل جيشا الصين وروسيا، موضحا أن الجيش الأمريكي ربما يكون قادرا على التعامل مع الصراعات لكن ليس في مستوى مناسب لما يتوقعه الشعب الأمريكي. وأشارت "ناشيونال إنترست" إلى أن هذه المشاكل لا تخص القوات البرية فحسب وإنما أصابت جميع فروع القوات الأمريكية، حيث قال قائد قوات مشاة البحرية الأمريكية الجنرال روبيرت نيلير، في تصريحات أمام الكونجرس 16 مارس الحالي، وتعليقا على قدرة قواته على الاستجابة لمتطلبات صراع كبير، إنها "ستستطيع القيام بذلك، لكن، على الأرجح، ليس في إطار زمني تحدده الخطط المعمول بها للوصول إلى مكان الصراع للمشاركة فيه". من جانبه، اعترف قائد العمليات البحرية الأمريكية الأميرال جون ريتشاردسون أيضا بأن هناك مشاكل كبيرة تتعلق بحالة استعداد القوات البحرية، وذلك نظرا لغياب التمويل الكافي من جهة، والمتطلبات الكبيرة التي يفرضها على الأسطول الأمريكي الوضع الأمني الدولي. وأوضحت الصحيفة أن حوالي عقدين من النزاعات المختلفة والتحديدات المستمرة للميزانية العسكرية أثرت بشكل ملموس على القوات الأمريكية من حيث كل من مواعيد تحديثها وعدم استعدادها الكافي. وتواصل الصحيفة انتقاداتها للقوات الأمريكية قائلة "إن ثلثا فقط من فرق اللواء القتالي للجيش جاهزة للمشاركة في الأعمال القتالية، فيما يعد نصف القوات الجوية على حد أكبر قادرا على الاستعداد الجيد لخوض المعارك الجارية على المستوى العسكري العالي، وذلك في وقت تعاني فيه القوات البحرية من نقص الطائرات الضرورية لتنفيذ عمليات التدريب تشمل كافة قوات مشاة البحرية الأمريكية. وقال الرئيس السابق لهيئة الأركان المشتركة الأمريكية العام الماضي إن الميزانية العسكرية، التي كان من المخطط إقرارها، أقل مما يتطلبه تنفيذ استراتيجية واشنطن الخاصة بالأمن القومي. وبلغ الحجم المقترح للميزانية العسكرية آنذاك 573 مليون دولار، لكن في هذا العام شهد هذا الرقم تخفيضا بأكثر من 20 مليون دولار، الأمر الذي يزيد مخاوف السياسيين والعسكريين الأمريكيين على حد سواء من أن القوات العسكرية للبلاد ستكون غير مستعدة للنزاعات الكبيرة. وتتوصل الصحيفة في ختام مقالها إلى استنتاج مفاده أن على الكونجرس الأمريكي أن يخصص ميزانية كافية لضمان قدرة الولاياتالمتحدة على الدفاع عن نفسها، معيدة إلى الأذهان أن الأمن القومي يعد أولوية دستورية في البلاد.