قال المهندس رشيد محمد رشيد، وزير الصناعة والتجارة الأسبق، إنه خرج من مصر لإحساسه بتهديد واضح من نظام مبارك بعدما رفض طلب الرئيس مبارك أن يكون ضمن التشكيل الوزاري لحكومة الفريق أحمد شفيق أثناء الثورة، مشيراً إلى أن وجوده خارج مصر لم يتح له الفرصة أن يدافع عن نفسه في القضايا المدان بها. وأكد "رشيد" خلال لقائه مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" علي قنوات الأوربت، مساء الاثنين، أنه سيعود لمصر قريباً لأنه واثق من براءته، لأن كل قضايا الفساد الموجه إليه ملفقة من قبل النظام، ولفت إلى أنه واثق في عدالة النيابة العامة والقضاء المصري في تبرئته من التهم الموجهة إليه. وأشار "رشيد" إلى أنه كانت تربطه علاقة برجل الأعمال أحمد عز علي المستوى الرسمي، بصفته صاحب أكبر مصنع حديد بمصر، وأنه لم يكن في يوم من الأيام صديقاً له، وأنه كان متمسكا بسياسة واضحة تجاه أنشطته ولم تكن سرا، ولم يكن بها مجاملة لأحمد عز، مضيفاً أنه أنشأ جهازا لمكافحة الاحتكار، لمنعه من التغول في السيطرة على اقتصاد البلد. وأضاف "رشيد" أنه عرض علي "عز" إنه علي استعداد أن يعطيه حماية وامتيازات لاستثماراته بصفته مستثمرا مصريا، ولكن مقابل أن يضمن له عدم بيع استثماراته لمستثمرين أجانب بعد ذلك. وأوضح "رشيد" أنه حذر شباب الثورة حين قابلهم في الخارج، من خطف الثورة منهم وطالبهم بتكوين قيادة لهم والاتفاق علي رؤية واحدة للأمور. واعتبر "رشيد" أن الدافع الأكبر لقيام الثورة كان دافعا سياسيا، مشيراً أنه لم يكن يتوقع أن جمال مبارك سيأتي رئيسا لمصر ، ولكنه توقع أن يرشح مبارك نفسه مرة أخرى . وقال "رشيد": " كنت خارج مصر وقت اندلاع الثورة وعدت يوم 27 يناير إلي مصر وعرض علي منصب رئيس الوزراء ورفضت هذا المنصب.. والفريق أحمد شفيق عرض علي بعد توليه رئاسة الوزراء أن أستمر بالوزارة ورفضت.. وتم الاتصال بي من مسئولين كبار بالدولة بعد سفري مباشرة لطمأنتي للعودة إلي مصر ورفضت أيضاً". ومن ناحية أخري ، أكد "رشيد" أن بلادا كثيرة كانت حالتها الاقتصادية أسوأ من مصر وتقدمت، مشيراً إلي أن ثروة مصر في شعبها وبالأخص الشباب، وأنه أكد قبل الثورة أن مشكلة مصر لن تحل إلا بالإنتاج والإنتاج لن يتم إلا من خلال الشباب لأن الشباب يمثلون الطاقة والابتكار، وأن مصر لديها إمكانيات تساعدها للوصول إلى مستوى اقتصادي ومعيشي أفضل ولكن ينقصها حسن الإدارة، ولا يوجد نموذج في العالم حقق نهوض اقتصادي باستثمارات خارجية فقط . وتابع "رشيد": إن مقياس الاستثمار في العالم استقرار الدولة واستقرار القوانين بها واحترامها و ليس نوع النظام الحاكم، ، مؤكدا أن مصر تحتاج لإدارة جيدة تعمل على تقليص الفساد، كما أنه يجب علينا استغلال الموقع الاستراتيجي لمصر. وقال "رشيد" إن أي رئيس قادم لا يجب أن يوعد الناس بأن المليارات التي سرقت من مصر ستعود، لأن ما سرق من مصر ليس كبيرا، ولم تسرق مليارات كثيرة ولكنها محدودة، وهذه الشائعة تسبب مشاكل لمصر.