أعلنت وزارة الخارجية التركية الأحد، أن أنقرة ستبدأ نقل بعض قواتها المنتشرة في محافظة نينوى العراقية، من دون أن توضح المكان الذي ستنقلها إليه. وقال مراقبون إن الإعلان يمثل تراجعا بعد تصريحات لرئيس الوزراء أحمد داود أوغلو رفض فيها أي انسحاب للقوات التركية من العراق. واتهم عضو البرلمان التركي من حزب العدالة والتنمية الحاكم فوزي شانفيردي إيران وروسيا بالضغط على العراق، وانتقد تغيير الحكومة العراقية موقفها بعد أن دعت القوات التركية قبل عام، حسب تعبيره. وقال في تصريح ل"راديو سوا" إن الحكومة المركزية العراقية غيرت موقفها إزاء وجود القوات التركية بعد تلقيها دعما من طهران وموسكو، مشيرا إلى أن قوات بلاده كانت منتشرة قرب الموصل بعلم بغداد. وقال مسؤولون عراقيون إن الحكومة في بغداد لم تلحظ بعد ما يشير إلى انسحاب القوات التركية من شمال البلاد، بعد أن أعلنت أنقرة السبت أنها ستغادر الأراضي العراقية. وأفاد مراسل قناة "الحرة" في بغداد نقلا عن أولئك المسؤولين، بأن السلطات لم ترصد أي تحرك كبير للقوات التركية حتى الساعة وأضاف أن مصادر استخباراتية عراقية أوضحت أن الانسحاب ليس على قدر ما ترغب به الحكومة. وأشارت المصادر إلى أن أربع دبابات تركية فقط تحركت في الساعات الماضية من أربع مواقع تتخذها القوات التركية قاعدة لها في بعشيقة قرب مدينة الموصل. وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قد رحب الأحد بإعلان تركيا أنها ستواصل سحب قواتها من العراق، مؤكدا أن الحكومة ماضية في خطواتها بمجلس الأمن والجامعة العربية إلى أن يتحقق الانسحاب الكامل. وأقرت الخارجية التركية من جانبها في بيان بوجود سوء تواصل بينها وبين بغداد فيما يخص نشر الجنود الأتراك في قاعدة بعشيقة شمال العراق. وجدد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو الأحد رفض بلاده سحب قواتها من الأراضي العراقية، فيما لم يتضح ما إذا كان يعني بتصريحاته الانسحاب الكامل أم لا. وقال داود أوغلو خلال منتدى اقتصادي في اسطنبول إن القوات التركية ستبقى في العراق حتى القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية داعش وتحرير مدينة الموصل، على حد تعبيره. وتتمركز قوات تركية في قاعدة عسكرية بمنطقة بعشيقة قرب مدينة الموصل، ما أدى إلى اندلاع توتر بين البلدين هذا الشهر عندما طالبت بغدادأنقرة بسحب قواتها، وردت الأخيرة بأن القوات تقوم بمهام تدريبية لمقاتلين من البيشمركة الكردية وجماعات سنية عربية، وأن وجودها كان بطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.