مع انطلاقة الربيع العربي في تونس، أشاد الجميع بحكمة القيادة العسكرية – الحاكم الخفي - لمنعها التصادم بين الشعب والشرطة، وضبط الأمور وترحيل بن علي مع انطلاقة الربيع العربي في تونس، أشاد الجميع بحكمة القيادة العسكرية – الحاكم الخفي - لمنعها التصادم بين الشعب والشرطة، وضبط الأمور وترحيل بن علي، وجرت الانتخابات بنزاهة، وتم تسليم السلطة طوعيا لمن اختاره الشعب، فكانت سمعة الجيش سمعة متزنة، وان اختلف الجميع معها في توجهاتها السابقة. وعلى العكس في ليبيا التي لم تنته ثورتها الا بحرب بين الجيش والشعب وقتل الرئيس، وانتصر فيها الشعب على القذافي، وجرت الانتخابات بنزاهة، وتم تسليم السلطة طوعيا لمن اختاره الشعب. أما في مصر، فلم يعِ الرئيس السابق الدرس جيدا، وظن أنه مسيطر على الأوضاع كما أوهمته البطانة – البطانة الفاسدة أثرها لك وعليك - وبعد استخدام كافة أنواع البلطجة والقتل العشوائي، اضطر العسكر – الحاكم الخفي – وبعد أوامر خارجية للتدخل وتنحية مبارك في اجراء غير مسبوق، وجرت محاولات التفاف على الثورة لاعادة السيطرة بتعيين عمر سليمان الذي رفضه الشعب، ثم تعيين رئيس وزراء من الفلول لافشال مشروع الثورة بتجميد أداء الجهاز التنفيذي، وتفريغ مشتقات البترول في الصحراء لتقليل وفرتها في الأسواق ورفع أسعارها، وشح الغاز على الرغم من بيعه بكميات هائلة لاسرائيل بأرخص مما يباع للشعب. وبعد أول انتخابات برلمانية مصرية بعيدة عن التزوير، والتي كانت نتائجها بمثابة صفعة في وجه الحزب الحاكم السابق، ونجاح الاسلاميين والمحافظين بنسبة ساحقة، بدأت حكومة الفلول – بحماية ودعم العسكر - باجراءات معيشية تعسفية للشعب، وسلب الأمن من الأحياء المصرية، ومحاولة الاساءة للثورة من خلال وسائل الاعلام التي مازالت تسيطر عليها، وايهام الناس ان الاسلاميين اختطفوها، حتى يترحم الناس على أيام مبارك، ولكنهم تفاجأوا بتوحد الشعب ورفضهم لاستمرار الفلول في الحكم. أما الأحكام القضائية الأخيرة تجاه الرئيس المخلوع وأبنائه ووزرائه وأعضاء الحزب الوطني والفلول - الذين قدم لهم الجنود التحية العسكرية عند المحكمة - فالصمت فيها أبلغ. ومع كل ذلك التاريخ المضني وكشف الحقائق، فما زلت مستغربا من أمرين، الأول: هي الجرأة الغريبة لدى أعضاء النظام السابق في نزول الانتخابات البرلمانية والرئاسية، والغلظة والفوقية التي يتعاملون فيها مع الآخرين، لدرجة تخوف الاعلاميين من محاورتهم، والثاني وهو الأكثر غرابة: النتائج التي حققها شفيق في الانتخابات الرئاسية.ولعلي لا أستغرب تنافس أبو الفتوح أو صباحي أو حتى عمرو موسى الذي غنى له شعبان، ولكن شفيق؟!! والآن.. وبعد ذلك كله، لا أستبعد ان تكون النتيجة القادمة لصالح شفيق وبدون تزوير، لا حبا فيه، ولكن خوفا منه ومن العسكر، فيبدو ان الترهيب مازال يعشعش في قلوب الكثير من الناس، كخوف المسلمين من التتار، فهل تنطبق المقولة «والحكم فيها لمن غلب»؟! نعم.. فمن استعبد نفسه، فسيظل عبدا لسيده مهما أعطي من حرية، وسيظل يعيش بمفهوم العبودية والذل والخوف، ومن أراد العزة لنفسه وشعبه ووطنه، فليس له من الرأي القديم شيء. ٭٭٭ تعليقات ساخرة من الساحة المصرية بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية الأخيرة.. احنا لما شلنا النظام أبهرنا العالم، حبينا نبهره أكتر.. رحنا مرجعين النظام تانى !! يلاّ كله يحضّر شُنطه، لو مخدهاش مرسي، اما للسفر واما للمعتقلات. واحد تونسي بيسأل تعليقاً على حصول شفيق على المركز الثاني: طب انتوا عملتوا ثورة ليه من الأول؟! شكلنا كده شلنا النظام ورجعناه تاني، عشان كنا بننظف تحت منه. شعار الانتخابات السنة دي.. لا اخترناه ولا بايعناه، نجح ازاي.. سبحان الله. ٭٭٭ قال صلى الله عليه وآله وسلم: «لا ينبغي لمؤمن ان يذل نفسه». قالوا: وكيف يذل نفسه؟ قال: «يتعرض للبلاء لما لا يطيق». نقلاً عن الوطن الكويتية