الحرب العالمية الثالثة تبدأ من هنا، عنوان تقرير مطول كنت قد شاركت في إعدادة عام 2008م ونشرته وسائل الإعلام، واستبعد الخبراء العسكريون نشوب حرب عالمية ثالثة بعد الدمار الهائل والخسائر البشرية الكبيرة التي لحقت بالعالم كله بعد الخسائر التي لحقت بالكرة الأرضية وأودت بحياة مايقرب من 100 مليون قتيل في الحربين الأولى والثانية بواقع 9 في الأولي و85 مليون في الحرب العالمية الثانية. كما اسبتعد البعض أن تكون منطقة الخليج شاهدة على إطلاق الشرارة الأولى لحرب عالمية ثالثة وآخرون أكدوا أن كل السيناريوهات تشير إلى أن الحرب العالمية الثالثة ستبدأ من هنا أي من منطقة الخليج وبالتحديد دولة مجاورة لإسرائيل وكنت أعتقد وقتها أن فلسطين هي الدولة التي يقصدها الخبراء العسكريون الذين أكدوا لي هذا الكلام. وقد ظل التقرير عالقا في ذاكرتي إلى أن قامت الثورات العربية أو ثورات الربيع العربي الذي تحولت بقدرة قادر إلى خريف أفسد كل شيء في الحياة العربية عامة والحياة المصرية خاصة وأصبحت تظهر ملامح الأطماع الغربيةالأمريكية الدولية في خيرات الوطن العربي بعد أن افتعلت ثورت وأزمات متكررة كان آخرها أزمة الطائرة الروسية التي تحطمت على سيناء بسبب انفجار قنبلة في مخزن العفش كما أكدت التحقيقات الروسية. وقد زادت أزمات المنطقة العربية بعد حوادث باريس الإرهابية الأخيرة أدت إلى مقتل 129 وإصابة المئات التى تعد إحدى أسوأ الهجمات على الأراضي الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية وإسقاط الطائرة الروسية بالقرب من الحدود التركية السورية لتساعد علي تفاقم نزاع هو بالأصل قائم وفي حالة تمدد واسع ومتوقع بين حلف الناتو الذي أسقط طائرة وروسيا البيضاء التي عادت لتعيد أمجاد ومناوشات الأب الروحي لها وأقصد هنا الاتحاد السوفيتي الذي انهار أواخر العقد التاسع من القرن الماضي وتعود وريثته النووية سريعا على مسرح الأحداث العالمي لتعلن علي يد بوتين المشاغب دولة قوية تمتلك زمام المبادرات وقد تأخذ البساط من الولاياتالمتحدةالامريكية التي انفردت بحكم العالم على مدار ربع قرن من الزمان. كما أن ما حدث بين تركياوروسيا كان أمرا متوقعا حدوثه بمسرح عمليات تلتحم فيه طائرات من جميع مثل طائرات حلف الناتو والطائرات الروسية... لكن المثير هنا ان الطائرة الروسية التى تم استهدافها من الجانب التركى وهو عمل غير محسوب من وجهة نظري وأن التصعيد الذي إختارته إدارة أردوغان ليس وقته لأن التصعيد معناه تفجر موقف صعب بإعتبار تركيا عضو فى حلف الناتو ومعادي للدولة الروسية وهو الأمر الذي جعل موسكو تخرج بتصريح شديد اللهجة علي لسان رئيس البرلمان الروسي "سيرجى ناريشكين" ويؤكد أن موسكو لها حق الرد العسكرى بعد إسقاط الطائرة من الجانب التركي واصفا مقتل الطيار بالمتعمد وينبغى أن يكون هناك عقاب لهذا الفعل ومحاكمة من قام بهذا العمل طبقا للقانون الدولي . ولم تكتف روسيا بهذا الأمر بل قامت بنقل ترسانة من منظومة "إس-400" المضادة للدفاع الجوي ويمكنه إسقاط الطائرات من مسافات بعيدة جدا في قاعدة "حميميم الجوية " في سوريا في الوقت الذي أثارالعديد من التحفظات وهو الأمر الذي أثار قلقا شديدا في الأوساط العسكرية الأمريكية رغم التصريحات التي يقدمها الدبلوماسيون الأمريكان والتي لا ترى خطرا في تواجد هذه المنظومة الصاروخية الروسية ما دامت لن توجه لتعطيل الطلعات الجوية للتحالف الدولي وان هذه التصريحات تخالف مخاوف أمريكا وحلف الناتو، وإستكمل بوتين تهديداته المباشرة عندما صرح بان أن روسيا تحارب الإرهاب في سوريا لإنقاذ نظام بشار الأسد حليف روسيا في المنطقة العربية وهو الأمر الذي يشيرا إلي أن هناك تغيرات خطيرة وصراعا مريرا بين القوي الدولية علي رأسها روسيا وحلف الناتو الذي دفع بتركيا لتكون في المواجهة فهل تبدأ شرارة الحرب من سوريا عن طريق المناوشات السياسية والعسكرية والتي بدأت بها الدولة التركية أو حلف الناتو لروسيا التي تقف خلفها الصين وكوريا الشمالية والكتلة الشيوعية في العالم كله قد تتوحد وتبدأ مواجهة من جديد، وتبدأ الحرب من هناك كما توقع الخبراء في عام 2008 م أم يتم تأجيل المواجهة وتهدأ الاحداث حتي إشعار أخر . كما يجب أن يعلم الجميع أن الحرب ليست نزهه وأن مخاطر قيام حرب عالمية ثالثة يفوق الخيال علما بأن روسياوأمريكا يمتلكان سلاحا نوويا يستطيع تدمير الكرة الأرضية أربع مرات ولك ان تتصور حجم الدمار الذي يلحق بالكرة الأرضية علما بأن عدد ضحايا الحرب العالمية الأولي التي نشبت بين القوى الأوروبية في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر من عام 1918م أكثر من 9 ملايين قتيل وتفاقم معدل الإصابات بسبب التطور التقني والصناعي وتعد أحد أعنف صراعات التاريخ، وتسببت في التمهيد لتغييرات سياسية كبيرة تضمنت ثورات في العديد من الدول كما بلغ عدد قتلي الحرب العالمية الثانية 85 مليون قتيل أي ما يوازي 2.5 % من إجمالي سكان العالم وقد بدأت في الأول من سبتمبر 1945 وانتهت الحرب في أوروبا بسيطرة الاتحاد السوفيتي على برلين والاستسلام غير المشروط من قبل الألمان في 8 مايو 1945. في النهاية أري أن مايحدث علي الأرض من مناورات وإرهاب متعمد مؤشرات قوية على بداية حرب عالمية ثالثة رغم محاولات الولاياتالمتحدةالأمريكية الأبتعاد عن مخاطر هذه الحرب رغبة من الشعب الأمريكي الذي يريد البقاء رغم أن بلاده شريك أساسي في الاحداث الدائرة من خلف الستار وأنها تعلم جيدا أن مايحدث من نزاعات علي بعد ألاف الأميال من سواجلها إلا إنه في النهاية سيؤثر بالسلب علي قيمة وقامة الولاياتالمتحدة التي تعودت علي قيادة العالم وليس لديها الاستعداد عن التنازل عن هذه القيادة لقوي أخري حتي ولو كانت هذه القوي هي روسيا وحتي لو أدي هذا الأمر إلي نشوب حرب عالمية ثالثة المهم أن تبدا هذه الحرب بعيد عن حدودها وأن الجميع إتفق تقريبا علي أن تكون منطقة الخليج هي حطب النار الذي يشعل الحرب القادمة ... اللهم إحفظ امتنا العربية والأسلامية ومصرنا العزيزة ....