قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، إن كلمة الهجرة المقصود بها في اللغة «الترك»، وتدل على الحركة والانتقال. وأضاف «جمعة»، خلال لقائه ببرنامج «والله أعلم»، المذاع على فضائية «سي بي سي»، أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر مرتين، الأولى أمر فيها أصحابه بالهجرة إلى الحبشة وتسمى هجرة الأمن، والثانية الهجرة إلى المدينة بعد إسلام 90 بيتاً فيها وتسمى هجرة الإيمان. وأكد المفتي السابق، أنه لا يوجد هجرة لطلب الإيمان بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ –: لا هِجْرَةَ بَعْدَ الفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِذَا اُسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا». وأشار إلى أن الهجرة لطلب الأمن قائمة ليوم اليدين، كهجرة أهل السويس أثناء العدوان الثلاثي، وهجرة أهل سوريا وتكون لحفظ أمن الناس، منوهًا بأنها ليست هجرة شرعية وإنما تتعلق بالمعنى اللغوي، كما في حديث الذي روي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُسْلِمُ؟" قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: "مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"، قَالُوا: فَمَنِ الْمُؤْمِنُ؟ قَالَ: " مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ"، قَالُوا: فَمَنِ الْمُهَاجِرُ؟ قَالَ: "مَنْ هَجَرَ السُّوءَ فَاجْتَنَبَهُ".