بدأت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) محادثات لتشكيل حكومة وحدة وطنية يوم الاثنين في استئناف لجهود المصالحة وتمهيد الطريق لاجراء انتخابات عامة. وتدير حماس قطاع غزة ككيان منفصل وتتجاهل السياسات التي تضعها السلطة الفلسطينية التي يرأسها عباس في الضفة الغربية. وأدى الانقسام الى تقسيم الفلسطينيين سياسيا وجغرافيا. وبينما توافق حركة فتح على حل الدولتين مع اسرائيل ترفض حماس حق اسرائيل في الوجود ويقول زعماؤها انهم يمكنهم قبول دولة فلسطينية مقابل هدنة طويلة الاجل مع اسرائيل وهو عرض ترفضه اسرائيل. وقال مسؤول فلسطيني شارك في المحادثات لرويترز ان اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة اجتمع يوم الاثنين مع حنا ناصر رئيس لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية الذي عينه عباس لاختيار اعضاء حكومة تكنوقراط تشرف على الانتخابات. وقال المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه "الرئيس عباس وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس سيجتمعان في الشهر المقبل من اجل اتمام تشكيل الحكومة وان شاء الله لاعلانها أيضا اذا ما سارت الامور كلها بشكل جيد." وفي مؤتمر صحفي مشترك مع ناصر قال محمد عوض نائب رئيس وزراء حكومة حماس "بامكانهم (لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية) ان يبدأوا فورا في تسجيل الناخبين في قطاع غزة وبدون تأخير." وكانت موافقة حماس على السماح للجنة الانتخابات المركزية بالعمل في غزة شرطا وضعه عباس لبدء مشاورات بشأن تشكيل حكومة وحدة. وقال ناصر ان تسجيل الناخبين سيستغرق ستة اسابيع سيقرر عباس بعدها موعد انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية. وسيرأس عباس الحكومة الجديدة لمحاولة الحصول على اعتراف دولي واموال ويقول انها ستلتزم بالاتفاقات الدولية بما في ذلك الاتفاقات مع اسرائيل. وقال ناصر "أتمنى ألا يكون هناك عقبات حتى نستطيع ان نبدأ هذه العملية وصولا الى إنهاء الانقسام." وفشلت الاتفاقات السابقة على مدى خمس سنوات في انها الخلافات التي أدت الى انقسام الحركة الوطنية الفلسطينية. ووقع الجانبان اتفاق مصالحة العام الماضي في القاهرة وسط ضجيج اعلامي لكنهما لم بنفذا بنوده. ولم يتضح ان كانت الجهود الجديدة التي توسطت فيها مصر ستنجح في اقناع الجانبين بالموافقة على برنامج سياسي مشترك هذه المرة. وتقترح القاهرة ان يكون للحكومة الجديدة نفويض محلي فقط دون دور في مفاوضات السلام مع اسرائيل والقضايا الدولية الاخرى. وقال يحيى المدهون وهو محاضر جامعي في غزة "المواطنون يحتاجون لرؤية خطوات اجرائية وعملية. المواطن الفلسطيني فقد الثقة بالبيانات والاجتماعات." وأضاف "نتمنى ان وصول لجنة الانتخابات الى غزة هو بداية هذه الخطوات الاجرائية قبل اجراء الانتخابات حتى يحتكم الجميع لصندوق الاقتراع."