قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الجمعة إنه يتوقع بدء محادثات جديدة حول سوريا الأسبوع المقبل ولم يستبعد مشاركة إيران أقرب حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد التي لم تحضر مؤتمرات السلام السابقة. والتقى كيري برفقة نظيريه السعودي والتركي لمدة ساعتين اليوم الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الذي حولت بلاده دفة الحرب الدائرة في سوريا منذ أربع سنوات بقصف أعداء الأسد. وحتى الآن تعثرت الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع بسبب مطالب الولاياتالمتحدة ودول أوروبية وعربية وتركيا برحيل الأسد كشرط مسبق للسلام وهو أمر يرفض الرئيس السوري بحثه. وقال كيري للصحفيين "اتفقنا اليوم على التشاور مع كل الأطراف والسعي لعقد اجتماع جديد أوسع نأمل أن يكون يوم الجمعة القادم لاستكشاف ما إذا كان هناك توافق كاف لبدء عملية سياسية جادة." وأضاف "أنا مقتنع.. بأن اجتماع اليوم كان بناء ومثمرا ونجح في الخروج ببعض الأفكار التي لن أكشف عنها اليوم لكن يحدوني الأمل في أنها تنطوي على إمكانية تغيير الوضع في نهاية المطاف." وردا على سؤال عما إذا كان اجتماع الأسبوع المقبل قد يشمل إيران شدد الوزير الأمريكي على انه لن يتكهن بشأن من سيحضر قائلا "نريد ألا نقصي أحدا". وأضاف "أن نخطيء بإشراك الأطراف افضل من أن نخطيء باقصائها." ولم تدع إيران لمؤتمرات السلام السابقة بشأن سوريا التي باءت كلها بالفشل في حين تستعر الحرب التي قتلت حتى الآن أكثر من ربع مليون شخص وشردت الملايين. وتمسكت روسيا بضرورة مشاركة إيران في مساعي السلام بسوريا. وقال لافروف إنه يأمل في دعوة إيران وكذلك مصر إلى جولة المحادثات المقبلة. وأضاف في تعليقات بثها التلفزيون الروسي "طلبنا أن تجرى الاتصالات المستقبلية بصورة أكثر تمثيلا." وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن اجتماع اليوم فشل في الوصول لإجماع بشأن مصير الأسد. واعترف كيري أيضا بوجود خلافات واسعة مع موسكو وطهران بشأن مستقبل الرئيس السوري. وقال كيري "للدبوماسية طريقة في معالجة قضايا بالغة الصعوبة تبدو متناقضة تماما. وهذه واحدة من تلك القضايا التي تبدو فيها المواقف متعارضة بشكل واضح. لكن لو أمكننا الوصول لعملية سياسية يكون لهذه الأشياء أحيانا طريقة لحل نفسها." * روسيا تقلب الأوضاع.. وقلب قرار روسيا بالمشاركة في الصراع من خلال غارات جوية استراتيجية الولاياتالمتحدة وحلفائها الأوروبيين والإقليميين رأسا على عقب. وتقصف واشنطن وحلفاؤها مواقع للدولة الإسلامية التي تسيطر على أجزاء كبيرة من الأراضي في شرق سوريا وشمال العراق ولذا فإن التدخل الروسي يعني أن غريمي الحرب الباردة ينفذان مهام قتالية في نفس المجال الجوي للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وتقول كل من واشنطنوموسكو إنها تستهدف الدولة الإسلامية لكن لكل منهما رؤية مختلفة بشأن مستقبل سوريا إذ تقول واشنطن إن على الأسد أن يتنحى عن السلطة لإحلال السلام وتصف روسيا حكومته بأنها حائط صد في مواجهة الدولة الإسلامية. وتصف روسيا كل الأهداف التي قصفتها بأنها تابعة للدولة الإسلامية. وتقول الولاياتالمتحدة وحلفاؤها إن غالبية الغارات الروسية استهدفت فصائل أخرى معارضة للأسد وبينها من تدعمه واشنطن نفسها. وبترجيح كفة الأسد في ميزان القوة على أرض الميدان وتقليل فرص منافسيه في إبعاده عن المشهد فإن موسكو تأمل بوضوح أن يعزز هذا من موقف الأسد في أي محادثات تجري مستقبلا. وسيكون ضمان حضور إيران الداعم الأساسي للأسد على مائدة التفاوض انتصارا دبلوماسيا كبيرا. وتمسكت الولاياتالمتحدة في السابق بأن إيران قد تلعب دورا في أي محادثات دبلوماسية بشأن سوريا لكن فقط إذا تصرفت بطريقة تعتبرها واشنطن بناءة. وقال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني في تعليقات نقلتها وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "بعض الأطراف التي لا تزال تدعم إرهابيين في سوريا يجب أن تفكر في القيام بخطوات بناءة." وعبر كذلك عن دعمه للإجراءات الروسية. وقال لافروف اليوم الجمعة إن روسيا وافقت على تنسيق تحركها العسكري في سوريا مع الأردن وهو حليف آخر مهم بالمنطقة للولايات المتحدة وذلك بإنشاء "آلية عمل خاصة" في العاصمة الأردنيةعمان. وقال كيري إنه يرحب بمثل هذا التعاون إذا كان سيساعد في قتال الدولة الإسلامية. وأضاف "لا مشكلة لدينا بأي صورة من الصور مع هذه الجهود."