أكدت مصر مجددا احترامها لتعهداتها الدولية ومبادئ القانون الدولى والتزامها بمضمون الاتفاقيات التى وقعت عليها، بما فيها اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية ومعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية ، طالما التزم الطرف الآخر بتعهداته نصا وروحا. وأشارت وزارة الخارجية فى بيان صحفى إلى أن سفير مصر فى اسرائيل التقى الجمعة بالمسئولين فى وزارة الخارجية الإسرائيلية بناء على طلبهم ، حيث أعربوا عن القلق إزاء الأحداث التى وقعت فى محيط سفارتهم فى القاهرة يوم الجمعة الماضى وتداعياتها على العلاقات المصرية الإسرائيلية. وقال مصدر مسؤل بالوزارة إن الإسرائيليين طلبوا إيضاحات عما نسب إلى بعض المسئولين المصريين حول معاهدة السلام الموقعة بين البلدين، معربين عن أملهم فى معاونة الجانب المصرى لهم فى استئناف عمل سفارتهم بالقاهرة بصورة طبيعية. في الوقت نفسه، يدرس مجلس الوزراء حاليا إعداد الرد المناسب حول استدعاء إسرائيل للسفير المصرى فى تل أبيب، وذلك على خلفية تصريحات رئيس الوزراء د. عصام شرف للتليفزيون التركى والتى قال فيها إن معاهدة السلام مع إسرائيل ليست "نصا مقدسا". وعلم موقع "صدى البلد" أن مجلس الوزراء يدرس نص تصريحات التى أدلى بها شرف، كما طلبت وزارة الخارجيه من السفير المصرى فى إسرائيل تقريرا عن ما دار بينه وبين المسئولين الإسرائيليين، ومن المقرر أن يتم إعداد رد خلال ساعات وإصدار بيان يوضح حقيقه الموقف. وكان مصدر دبلوماسي رفيع بوزارة الخارجية، أكد أن الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير المصري في تل أبيب، وأبلغته رسميا رفضها تعديل اتفاقية "كامبد ديفيد". وقال الدبلوماسي المصري ل "صدى البلد" إن الخارجية الإسرائيلية احتجت على تصريحات رئيس الوزراء عصام شرف بشأن اتفاقية السلام. وأضاف أن سبب الاستدعاء لم يكن فقط للاحتجاج علي تصريحات شرف، ولكن لإبداء رفض إسرائيل للتعامل المصري مع مرتكبي حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية الأسبوع الماضي. وأشار إلي أن إسرائيل اعتبرت أن إعلان 21 حركة سياسية وحزب في مصر منذ يومين مسئوليتهم عن اقتحام السفارة يعبر عن وجود نية مسبقة لذلك، على حد قولها، وزعمت أن الأمن المصري كان علي علم بكل هذه الخطوات ومنحها الضوء الأخضر. ونفي المصدر أن تكون الخارجية الإسرائيلية قد تطرقت في حديثها مع السفير المصري إلي زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إلي مصر، مشيرا إلي أن سياسة مصر الخارجية نابعة من إرادتها الداخلية وليس لأي طرف الحق فى الحديث عن اتجاهاتها. وشدد المصدر الدبلوماسي علي أن إسرائيل لم تبد أي موافقة حتي الآن علي فتح موضوع تعديل اتفاقية كامب ديفيد، علي عكس ما تناقلته وسائل إعلام مصرية وإسرائيلية بأن تل أبيب وافقت علي تعديل ثلاثة بنود من الاتفاقية بعد مشاورات سياسية مع القاهرة. وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية ذكرت أن وزارة الخارجية الإسرائيلية استدعت السفير المصري للاحتجاج على تصريح أدلى به رئيس الوزراء عصام شرف أكد فيه أن معاهدة السلام مع إسرائيل "ليست مقدسة". وأشار الموقع إلى أن المدير العام لوزارة الخارجية رافي باراك "عبر عن استياء إسرائيل من تصريحات المسئولين المصريين الأخيرة" عن العلاقات الثنائية. وأكد الموقع أن اللقاء استمر 30 دقيقة في مقر الوزارة، وأبلغ خلاله باراك السفير المصري ياسر رضا "أنه لا نية لدي إسرائيل لمراجعة معاهدة كامب ديفيد للسلام لعام 1979 وهي خطوة لا يمكن اتخاذها بشكل أحادي الجانب".