وأكد هشام رامز، محافظ البنك المركزي المصري، أن الاقتصاد العالمي ما زال عاجزا عن تحقيق تعاف صلب ومضطرد، معتبرًا أنه أصبح ينتقل من أزمة لأخري بدون توقف ومنذ 8 سنوات ماضية والتي بدأت بأزمة الرهن العقاري، مرورا بالأزمة المالية العالمية عام 2008 و انعكاساتها علي القطاع الحقيقي والديون السيادية لأوروبا، لتدخل الصين مؤخرا في اطار تلك الأزمة. جاء ذلك علي هامش افتتاح فاعليات اجتماع الدورة ال39 لمجلس محافظي المصارف المركزية ومؤسسات النقد العربية، المنعقد اليوم " الأحد"، بمنطقة مصر الجديدة، بحضور الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الحميدي، المدير العام ورئيس مجلس إدارة مؤسسة النقد العربي، وممثلي رؤساء البنوك المركزية العربية ومحمد بركات رئيس اتحاد المصارف العربية. وأوضح "رامز" أن معدلات النمو العالمية تراجعت إلي 3.3% خلال العام 2015، معتبرا انها الأضعف منذ عام 2008 وما تلاها من أزمة دولية، مشيرا إلى أنها تقل بدرجة طفيفة عما كانت عليه في العام الماضي حيث نما الاقتصاد الدولي بنسبة 3.4%. وأوضح أن ذلك جاء كمحصلة للتحسن التدريحي في الدول المتقدمة علي رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، بالاضافة للاحباط الذي تعرضت له منطقة اليورو بسبب زيادة الديون اليونانية وتباطؤ اقتصاديات الدول الناشئة والنامية. وأشار رامز إلي أن تلك المؤشرات تثير قلقا شديدا علي أوضاع الاقتصاد العالمي، مؤضحا أنه وفقا لمؤشرات الاداء الاقتصادي للولايات المتحدةالأمريكيةوالصين باعتبارهما من أكبر الدول الاقتصادية وتحتلان المركزين الأول والثاني علي مستوي العالمي، مشيرا إلي أننا سنجد تباينا في وضع قاطرتي النمو اللتان تقودان النمو في العالم. وأوضح "رامز" أن الولاياتالمتحدة علي الرغم من تحقيقها تحسنا في معدلات النمو لديها وتراجع معدلات البطالة وارتفاعا في فرص التوظف، إلا أن بنك الاحتياط الفيدالي بدأ في رفع سعر الفائدة علي الدولار وسط معاناة الصين في تحقيق معدلات نمو متسارعة وانخفاض الصادرات و نشاط التصنيع مما دفع سلطات النقد لديها بخفض سعر صرف اليوان عدة مرات لتحقيق معدلات نمو وتحفيزة. ونوه بأن تلك التوجهات انعكست سلبا وزادت من مخاطر الاقتصاد العالمي والسلع الدولية، لتنهار معها ثقة المستثمرين وتراجع الأسهم والعملات وأسعار السلع الأولية بشكل كبير وعلي رأسها البترول، معتبرًا ان توابع تلك الأزمات طالت الاقتصاد الروسي أيضًا وكذلك دخول الاقتصاد البرازيلي إلي دائرة الانكماش من المتوقع استمرارها لمدة عامين. وأضاف "رامز" أنه من دون شك ستؤثر تلك الأزمات علي اقتصاديات الدول العربية والمنطقة بالتزامن مع مرحلة التحولات السياسية والصراعات التي ابتليت بها الننطقة لفترة كبيرة وارتفاع معدلات البطالة وتراجع مستوي الاستثمارات بها. وثمن "رامز" دور الدول العربية في تقديم العون والمساعدة لمصر خلال وقت الأزمات التي تعرضت لها الدولة، مرورًا بمرحلة التحول السياسي لمصر واستقرارها.