تجاوزوا حد الفاجر في الخصام وضربوا بكل الأعراف الأخلاقية عرض الحائط في تصفية معارضيهم ودائما يلجأون لأقذر الأساليب لتبرير وقضاء مصالحهم إنها الجماعة التي استحوذت على البرلمان وحولته لأداة انتقاميةبدلا من أداة تشريعية محايدة فدرجت على إصدار قوانين مصابة بالعوار الدستوري ومليئة أيضا بالغل والرغبة في التشفي . وعلى الرغم من أن البرلمان شغله الشاغل هو خدمة تطلعات المصريين إلا أنهم لا يلتفتون لمثل هذا الطرح وأصحابه بل ويعتبرونه منطق الضعيف العاجز وأخيراً تعالت أصوات وتجرأت على أسيادها في الوطنية والإخلاص مطالبة بتطهير الصحافة وهى بالطبع أكثر طهراً من الداعين لذلك. فالتطهير المطلوب ليس تطوير المهنة من الدخلاء ولا إسناد القيادة إلى من يستحقها ولا حتى إصلاح أحوال أهل المهنة الذين كانوا فى المرتبة الثالثة بين أعلى المهن من الناحية المادية والأدبية بل التطهير المقصود هو إسكات الأصوات المزعجة والمؤرقة لأحلام التوسع والتي تفضح وتراقب أداء الجماعة المسعورة بداء السلطة وإبعاد العناصر المناهضة لمشروعهم التاريخي المزعوم. فهكذا فكروا عندما أسرعوا إلى إصدار قانون عمر سليمان الذي عرف بقانون العزل تمهيداً لطريق مرشحهم المجهول مرسي الاحتياطي وكان هدفهم من إصدار قانون العفو العام إفساح المجال أمام قيادات التنظيم الهاربة للعودة وتبوؤ المناصب لتعزيز دولة الإخوان ودائما يلقون بمعاناة المصريين جانباً . لقد تألمت الجماعة وتعرت أمام أقلام تدرك أبعاد تلك العصابة وأهدافها ولابد من إسكاتها أو إبعادها والمبرر الجماهير النافذ والجاهز والمقبول دائما "إبعاد سحرة فرعون " الذين شاركوا مبارك في الفساد ... وبالطبع لن يصمد الكثيرون أمام بريق هذا الشعار الخبيث المتدثر برداء النبيل وما هو إلا غطاء لمجموعة خطوات إقصائية لمناهضي الجماعة ليخلو المناخ من عبارات الانتقاد والمراجعة التي تفسد عليهم مناخ التنويم المغناطيسي الذي تمارسه على الشعب الذي بدأ يدرك خطأه في الانتخابات البرلمانية السابقة ومطلوب ألا يفيق على أقلام الصحفيين الشرفاء وما أكثرهم والذين لايناسبهم تقديم البيعة لمرشد الإخوان. إذن نحن أمام منطق بوش الابن هل تذكروه ؟!..."إما أن تكون معنا أوتكون ضدنا" ..هكذا يريد الإخوان إرهاب صاحبة الجلالة وتقييدها وفرض حالة من الخوف والتهديد لأي محاولة لانتقادهم وإلا سيكون صاحبها من أنصار فرعون ليتم على الفور استبعاده أو اتهامه بأنك من أتباع الثورة المضادة . لا..أيتها الجماعة المتصدعة ..سنظل مرابطين على أقلامنا نراقب أحقادكم ونكشف عوراتكم وإن أبعدتمونا عن أعمالنا سنواصل المسيرة ولو على أوراق الشجر وسنطارد أوهامكم قبل أن تخرج من حيز عقولكم الضيقة.