هل أصبحت المجموعات الموالية لتنظيم القاعدة لاعبا أساسيا في الصراع الحالي علي الساحة السورية, أم أن التفجيرات التي شهدتها بعض المدن هناك مؤخرا تمثيلية أعدها النظام السوري؟. سؤال مهم فرض نفسه بعد الدعوة التي أطلقها ايمن الظواهري للقيام بعمليات مسلحة داخل سوريا, ثم ظهور مجموعة مسلحة جديدة تطلق علي نفسها اسم جبهة النصرة لأهل الشام تبنت تفجيرات انتحارية في حلب وأدلب ودمشق, وإعلان الجنرال مارتن ديمبسي رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكي أن هناك مؤشرات علي أن القاعدة موجودة في سوريا, وما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية عن مسئولين في المخابرات الامريكية أن القاعدة تسعي لاستغلال الاضطرابات في بعض المدن السورية للتمركز هناك. كثيرون يرون أن التنظيمات الجهادية التي ظهرت في سوريا هي امتداد لتنظيم القاعدة في العراق, لكن هناك مؤشرات علي تورط عناصر أخري, منها مصرع ليبيين من القاعدة في منزل لهما في حلب بعد انفجارعبوة ناسفة, وما كشفت عنه صحيفة الخبر الجزائرية عن تحقيقات مشتركة بين أجهزة الأمن الجزائرية والفرنسية, حول وجود 21 جزائريا و5 فرنسيين من أصول مغاربية يقاتلون في صفوف القاعدة بسوريا, بعد أن تسللوا إلي هناك ضمن المتطوعين الليبيين, الذين ينتمي معظمهم لمجموعة المهدي حاراتي التي دربها خبراء قطريون ولعبت دورا أساسيا في طرد قوات القذافي من طرابلس. ويشير معهد (ستراتنفورت) للدراسات الاستراتيجية إلي أن هدف القاعدة الأساسي في سوريا هو إيجاد حرب طائفية تمتد إلي لبنان,فانهيار الدولة السورية من شأنه أن يتيح للعناصر الجهادية مساحة واسعة للعمل تمتد من لبنان وحتي العراق, وعلي مسافة قريبة جدا من الأردن وفلسطين, وهو ما قد يؤدي مع صعود الاسلاميين في مصر وليبيا وتونس إلي تغيير وجه المنطقة بالكامل. نقلا عن الاهرام