أكد سفير فلسطينبفرنسا هائل الفاهوم أن الفلسطينيين و العرب يَرَوْن أن مصر هي المحرك لعملية السلام على الساحة العربية و الإقليمية و لا يمكن إحراز أي تقدم في هذا الملف دون الدور الإيجابي و الفعّال للجانب المصري. جاء ذلك في تصريحات له لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط قبل الجولة في المنطقة التي سيقوم بِهَا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت المقبل و التي ستشمل مصر و الاْردن والأراضي الفلسطينية وإسرائيل لبحث دفع عملية السلام. وقال السفير الفاهوم:" ان مصر لها وزنها و تاريخها و ثقلها وتضحيتها تجاه القضية الفلسطينية و لا يمكن لأحد ان يتحرك دون ان تلعب القاهرة دورا أساسيا في تحريك الأمور، وأشقاؤنا في مصر لن يدخروا جهدا للعمل من أجل إقامة الدولة الفلسطينية و هو هدف يحظى بإجماع دولي" . وأضاف: "أن مصر لها دور سياسي و في تحديد و التوافق على المرجعيات و في استقرار المنطقة و في وضع أليات حلول فهذه هي مصر أحب من أحب و كره من كره". و حول الأهمية التي تكتسبها جولة وزير الخارجية الفرنسي الاسبوع المقبل في المنطقة، أكد السفير الفلسطيني أن فرنسا كدولة كبرى تريد ان تلعب دورا فاعلا في حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر التشاور مع الأطراف الفاعلة في المنطقة و خلق حراك أوروبي لدفع عملية السلام مجددا، فضلا عن محاولتها لاقناع الجانب الأمريكي انه ليس من مصلحة أحد أن يستمر هذا الصراع و أن تواصل إسرائيل توسيع الاستيطان و التعامل بسياسة فرض الأمر الواقع على الأرض. وأكد أن فرنسا بثقلها الدولي تعد المحرك السياسي للدول الأوروبية و تسعى لاستعادة دورها الفاعل على الساحة الدولية بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط. وذكر السفير الفلسطيني بتصريحات وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مؤخرا التي أكد فيها انه لا استقرار في المنطقة بدون حل القضية الفلسطينية، فضلا عن تأكيده أمام البرلمان الفرنسي رغبة بلاده في تحريك ملف عملية السلام في الشرق الأوسط باعتباره أمر يعني أوروبا و كل المجتمع الدولي. وأشار السفير الفاهوم الى تصريحات فابيوس التي اكد فيها أن الأسلوب القديم المتبع في المفاوضات فشل و لا بد من تبني نهج جديد بدعم من المجتمع الدولي و تحديد مرجعيات للحل في إطار خطة عمل يتم طرحها على الدول المعنية. وأكد السفير الفلسطيني ان فابيوس يريد التشاور مع الاطراف الفاعلة في المنطقة حول هذا الملف، موضحا انه بعد قمة شرم الشيخ تم تكليف لجنة المتابعة العربية للتواصل مع كل الأطراف المعنية من أجل التوصل الى اتفاق يتضمن حل الدولتين والوقف الفوري لكل أشكال الإستيطان، وتحديد فترة زمنية لإنهاء الاحتلال وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي المحتلة عام 1967، بما في ذلك القدسالشرقية، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. ولفت الى انه من مصلحة المجتمع الدولي عودة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن إسراتيجية ما بعد الحرب العالمية الثانية وهو السيطرة على المنطقة من خلال فرض نزاعات و استخدام أدوات ترهيب للسيطرة على موارد المنطقة لم تعد تفيد و المواطن العادي اصبح يكتشف هذا الموضوع. وتابع قائلا أن أوروبا بدأت تفكر في تشكيل كتلة فاعلة فهي قريبة جغرافيا من المنطقة وأي عدم استقرار سيؤثر علي أمنها القومي سواء كان من خلال حالات الهجرة عبر المتوسط أو التطرّف والإرهاب الذي يمكن أن يأتيها من الشرق الأوسط. وأضاف أن أوروبا وعلى رأسها فرنسا تريد الحفاظ على مصداقيتها على الساحة الدولية التي أصبحت تتراجع، وأردف قائلا:" كما نقول فالصراع ليس فلسطيني إسرائيلي ولكن فلسطين وحدها أمام مسؤولية اللاعبين الكبار في المجتمع الدولي في إعطاء الكم الهائل من الدعم لإسرائيل في محاولة للقضاء على الهوية الفلسطينية وهم فشلوا في ذلك". وأضاف أن المعادلة بدأت تظهر على حقيقتها فهناك مسؤولية أخلاقية و سياسية للمجتمع الدولي تجاه الشعب الفلسطيني. وأكد أن هناك اتصالات مستمرة بين لجنة المتابعة العربية برئاسة مصر وتم مناقشة بعض المقترحات أثناء اجتماع وزراء خارجية تلك اللجنة، فضلا عن وجود فريق من الخبراء العرب يراجعون كافة الجهود و المرجعيات. وقال إن الجانب الفلسطيني يرحب بأي مبادرة تتوافق مع الشرعية الدولية و المرجعيات المعروفة، مذكرا بأن الموقف العربي يستند الى مبادرة السلام العربية و هي متوافق عليها دوليا باستثناء الطرف الإسرائيلي بسبب عدم رغبته في خوض عملية سلام حقيقية و الآن هذه الأمور تكشفت للمجتمع الدولي. وكان مصدر دبلوماسي فرنسي قد صرح أمس بأن فرنسا تسعى لتعزيز التشاور مع المجموعة العربية لعملية السلام و توسيع دائرة رعاة عملية السلام للتوصل الى نتائج ملموسة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وذلك بعد فشل كل المحادثات خلال العقود الماضية. وشدد المصدر الدبلوماسي على أن مصر - فضلا عن كونها مقرا للجامعة العربية- تعد طرفا أساسيا لدفع عملية السلام و "يمكنها أن تلعب دورا حاسما لحل هذا الملف".