طوق المئات من قوات والشرطة الحديقة الرئيسية الموجودة بوسط ميدان التحرير بعد إخلائها بالقوة من عشرات المعتصمين من بقايا المشاركين في المليونية، لمنع توافد المواطنين داخلها أثناء إخلائها بالقوة. واشتبكت قوات الأمن مع المعتصمين بوسط الميدان وأجبرتهم على الانتقال إلى الخيام الموجودة أمام مجمع التحرير منذ أسبوع وردد المعتصمون هتافات معادية للداخلية وللمجلس العسكري كان منها: "يسقط يسقط حكم العسكر"، و" الداخلية بلطجية"، "ولا بنخاف ولا بنطاطي.. إحنا كرهنا الصوت الواطي". وقام حوالي 20 من المعتصمين بقطع المرور في شارع طلعت حرب واعتدوا على السيارات والمارة بالحجارة والألفاظ النابية موجهين هتافات معادية للجيش والشرطة وقامت قوات الأمن بالتصدي لهم وقامت بالقبض على اثنين من مثيري الشغب الذين قذفوا الشرطة والمارة بالحجارة، وهم كريم علي سعد السويفي وعمرو السويسي وعماد الخواجة. وأثناء عمليات فض الميدان استطلعت "صدى البلد" آراء بعض المعتصمين والمتواجدين في ميدان التحرير صبيحة المليونية السبت، قال احمد شمس، احد المعتصمين والمصاب بعاهة مستديمة في كتفه اليسرى أعجزته عن العمل: "لن أغادر ميدان التحرير وخيمة اعتصامي حتى يتم تعويضي عن اصابتي التي اعاقت قدرتي على كسب العيش ومعي جميع المعتصمين". وأضاف شمس: "المليونية بالأمس كانت تطالب برفض الوثيقة وتسليم السلطة ولم تعبأ بمطالبنا ورغم ذلك فإنني أؤيد أي عمل لمصلحة مصر في هذه المليونيات". بينما اكد عاشور عبد الوهاب، موظف بشركة بلاعيم للبترول انه يؤيد المليونية التي طالبت بالغاء وثيقة الاوبرا ويتمنى ان يتم اجراء الانتخابات حتى تستقر الاوضاع. من جهتها ايدت سميرة حسين، بائعة بمحلات وسط البلد، متوجهة الى عملها المليونيات وطالبت بتكثيفها لاجبار المجلس العسكري على الاستجابة لمطالب الثورة، وايدت الاعتصام في الميدان من اجل زيادة الضغط على العسكري. بينما يرى محمد محروس، الموظف باحدى شركات السياحة، ان هذه المليونيات تخرب الاقتصاد المصري وتوقف حال البلد داعيا الى الكف عنها ووقفها لما لها من تأثير سلبي على السياحة، ويطالب بسرعة إجراء الانتخابات لاستقرار الأوضاع، وعودة السياحة الى طبيعتها. يذكر ان المشاركين في مليونية 18 نوفمبر انصرفوا في وقت متأخر من مساء الجمعة، ولم يمكث احد منهم للاعتصام في الميدان حيث اعتاد الإسلاميون على توصيل رسالتهم في المليونية وينصرفون دون اعتصام في الميدان، حتى لا يعيقوا حركة العمل ويعطلوا مصالح المواطنين، بينما ظلت عدد من الخيام المنصوبة أمام مجمع التحرير كما هي والتي تضم أهالي مصابي وشهداء الثورة الذين كانوا معتصمين قبل مليونية 18 نوفمبر.