حثت الصين اليوم الاربعاء الدلاي لاما الزعيم الروحي للتبت الذي يعيش في المنفى على أن "يطرح جانبا أوهامه" بشأن المحادثات حول مستقبل التبت واتهمته بعدم الصدق والسعي سرا الى الاستقلال وليس الحكم الذاتي. وتحكم الصين التبت بقبضة حديدية منذ ان قامت قواتها "بتحرير سلمي" للمنطقة في عام 1950 . وفر الدلاي لاما الى المنفى في الهند في 1959 بعد انتفاضة فاشلة على الحكم الصيني. وأجرى ممثلون للدلاي لاما الحائز على جائزة نوبل للسلام جولات من المحادثات مع الصين حتى 2010 لكن الحوار الرسمي تعثر وسط تغييرات في القيادة في بكين وحملة لقمع المنشقين في التبت. وفي كتاب ابيض نشرته وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) قالت الحكومة ان فشل الدلاي لاما ومؤيديه في تحقيق اهدافهم باستخدام العنف يظهر انهم ليس لديهم أدنى فهم للتبت الحديثة. واضافت قائلة "البديل المعقول الوحيد هو أن يقبل الدلاي لاما ومؤيدوه ان التبت جزء من الصين منذ القدم وان يتخلوا عن اهدافهم لتقسيم الصين وعن السعي الى استقلال التبت." وقالت حكومة بكين في الكتاب الابيض الذي نشر باللغتين الانجليزية والصينية "تأمل الحكومة المركزية بأن يطرح الدلاي لاما جانبا اوهامه في السنوات الباقية في عمره وان يواجه الحقيقة." واضافت ان الصين تشعر بخيبة امل لبقاء الدلاي لاما (75 عاما) متمسكا بالطريق الوسط -الذي يقول انه يسعى فقط الى حكم ذاتي حقيقي للمنطقة الواقعة في جبالا الهيمالايا- وهذا شيء لا يمكن للصين ان تقبله لأن هدفه الحقيقي ما زال الاستقلال. وقال إن الحكومة "لم تعقد اي مفاوضات بنوايا صادقة.. نية الدلاي لاما ومؤيديه كانت دائما تقسيم الصين وتحقيق الاستقلال للتبت." ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من مسؤولين بالحكومة التبتية في المنفى. وينفي الدلاي لاما تبني العنف ويقول انه يريد فقط حكما ذاتيا حقيقيا للتبت رغم ان الصين قالت مرارا انه غير صادق.