أكد وفد من العروبيين اللبنانيين برئاسة كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني أن هجوم بعض الأطراف اللبنانية على التحالف العربي يهدد وحدة المسلمين وينعكس سلباً على لبنان. جاء ذلك خلال قيام وفد كبير من "مؤتمر بيروت والساحل"(العروبيون اللبنانيين)، بزيارة لرئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري حيث جرى البحث في تطورات الأوضاع اللبنانية والعربية. وقال شاتيلا في تصريح بعد اللقاء: نحن على وجه التحديد في المؤتمر الشعبي اللبناني وفي مؤتمر بيروت والساحل، كعروبيين لبنانيين، واجهنا فكرياً وسياسياً قوى التطرف، وقمنا على مدار سنوات بتحصين البيئة السنية اللبنانية من التطرف المسلح، ووصلنا الى حد تجفيف أي بيئة حاضنة له من عكار الى طرابلس الى عرسال الى شبعا والعرقوب (مناطق ذات غالبية سنية)، ويشهد على ذلك الاهالي من كل الفئات والمنصفين من كل الاتجاهات. وأضاف " أنه في ذلك الوقت كانت قوى 14 آذار تغطي التطرف، بمثل ما كانت هناك أصوات من غلاة 8 آذار يصبون الزيت على النار، إلى أن انحسر هذا الاتجاه لمصلحة الوطن والعروبة الجامعة والسلم الأهلي". واستدرك قائلا "اليوم تستيقظ الفتنة من جديد، فالهجوم الساحق على العرب والعروبة والتضامن العربي، ينعكس من جديد على ساحتنا بالتشنج والعصبيات المذهبية بما يهدد وحدة المسلمين مجدداً ويشلّ دور المعتدلين ويسيء لعلاقات لبنان مع البلدان العربية.(في إشارة إلى هجوم قوى حليفة لإيران في لبنان على عملية عاصفة الحزم). وأضاف "لقد دفع اللبنانيون أثماناً غالية وتضحيات هائلة لمدة عقود بسبب الصراعات العربية - العربية على أرضه ، وبسبب محاولات اقليمية تحويل ساحته إلى منصة عدوان على بعض البلدان. وأضاف أنه إذا تجمّع العرب من جديد في القمة بمصر العربية واتفقوا على حماية الأمن القومي العربي، وليس فقط من أجل قضية اليمن العابرة، هل نغضب من التضامن العربي ونهاجمه، هذا التضامن الذي ينعكس إيجابياً على لبنان وعلى المستويات كافة؟ . وتساءل "لمصلحة من الإساءة لمصالح لبنان العربية وهناك حوالي نصف مليون لبناني في الخليج، فضلاً عن ميزان تجاري هو الأول عالمياً بين لبنان والمنطقة العربية؟. وتابع تساؤلاته قائلا "لمصلحة من نقل الصراع الداخلي اليمني الى لبنان؟ لمصلحة من إحداث اهتزاز أمني من خلاف سياسي ذي طابع مذهبي ونحن نواجه استعدادات التطرف المسلح لاجتياح بعض بلداتنا في البقاع وشبعا؟ هل من مصلحة لبنان وهو يصمد ويواجه العدو الاسرائيلي الذي يحتل أرضنا في مزارع شبعا أن تتصدع وحدة صفوفنا أمام هذا العدو؟. وقال "هل قضية فصيل أو فصائل في اليمن على أهمية حرصنا على وحدة واستقلال وعروبة اليمن ووفاق أهله ، تتطلب التضحية بمسائل أساسية تنال من وحدة الصف الوطني والإسلامي؟ ألا يتطلب هذا الخطر الداهم تماسكاً داخلياً ووحدة إسلامية ووطنية تقف وراء الجيش الذي يحتاج الى غطاء وطني توحيدي عام بدل الانقسامات الفئوية؟ وأضاف : كل تيار سياسي حرّ في موافقه، لكن الواجب الوطني يدعو إلى مراعاة مواقف كل الأوساط الشعبية اللبنانية وبخاصة الوطنية التحررية فيها، بحيث لا يساء إليها والى مواقفها والى دورها التوحيدي في تحصين وحدة الساحة الاسلامية. وقال "لقد اعتدنا على مدى عقود أن نكون إطفائيين للحرائق المذهبية والطائفية، حتى لم يعد لدينا مياه إضافية لإطفاء حرائق جديدة. لقد بذلنا تضحيات هائلة بسبب مواقفنا الوطنية التحررية النابعة من شجاعة الموقف وحرية القرار، ولقد آن الأوان لوقفة مع النفس تجريها كل الأطراف الوطنية من منطلق مصلحة لبنان العليا ومن منطلق المصلحة العربية العليا التي تعلو على أي مصلحة قطرية أو أي مصالح أخرى.