قدم الدكتور جيلالي بن نوار الأستاذ بجامعة هواري بو مدين للعلوم والتكنولوجيا تجربة لإنقاذ مدينة باب الواد الجزائرية الساحلية، التي كانت تعاني كثيرا من آثار الفيضانات، بفضل ميزانية قدرها 74 مليون دولار وفرتها الحكومة الجزائرية للحد من آثار كوارث الفيضانات. وأشار خلال العرض على هامش أعمال المؤتمر العالمي الثالث للحد من مخاطر الكوارث المنعقد حاليا في مدينة سينداي اليابانية، إلى فيضانا كبيرا وقع في 10 نوفمبر عام 2001 وأدى إلى مقتل أكثر من 676 شخصا وتدمير الكثير من المنازل، وقررت الحكومة الجزائرية بعدها تنفيذ مشروع لتصريف المياه وهو مشروع تكمن صعوبته في أن مدينة باب الواد تقع على مرتفعات وتم حفر أنفاق تحت المدينة لتصريف مياه السيول والفيضانات إلى البحر، للإسهام في إنقاذ حياة سكان مدينة باب الواد. وأضاف أن المشكلة كانت تكمن أيضا في أن مياه الفيضانات كانت تغمر المدينة من جهة ومياه البحر من جهة أخرى نتيجة الرياح التي أدت إلى ارتفاع الأمواج، موضحا أن الجزائر بدأت أيضا في إعادة استخدام مياه السيول في الزراعة والشرب، لافتا إلى انه رغم وجود العديد من سيول في شمال البلاد إلا أنها تقوم أيضا بتحلية مياه البحر في بعض المناطق للحصول على المياه العذبة. ومن ناحية أخرى، أوضح الدكتور جيلالي بن نوار أن الدول الإفريقية بدأت في إقامة شبكة الشراكة من أجل مكافحة أضرار الكوارث، مضيفا أن هذه الشبكة بدأت بخمسة بلدان أفريقية امتدت حالياً لتصل إلى إحدى عشرة دولة من بينهم الجزائر وكينيا وأوغندا وموزمبيق ومدغشقر وجنوب إفريقيا وغانا والسنغال ونيجيريا، وذلك بتمويل من المعونة الأمريكية. وأكد أن هذه الشبكة نجحت في إدخال البرامج الخاصة بالحد من مخاطر الكوارث في الجامعات الإفريقية على مدى السنوات التسعة الماضية في مرحلتي الماجستير والدكتوراه، بالإضافة إلى تبادل الخبرات بين الجامعات المنضمة للشبكة. ولفت انه قبل عام 2006 لم يكن موضوع الحد من مخاطر الكوارث والتغيرات المناخية مدرجاً في برامج التعليم بالجامعات الإفريقية، مضيفا أن كل دولة تهتم بدراسة المشاكل الإفريقية فالجزائر مثلا تهتم بدراسة الزلازل وجنوب إفريقيا تهتم بمجال مكافحة الحرائق.