قال جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم إن ما يسمونه بثورات الربيع العربي أرجعت الدول العربية للخلف وأضاعت الكثير في حين أنها كانت تستطيع أن تصلح..واصفا هذه الثورات بأنها ليست ربيعا عربيا وإنما "خراب عربي". وأضاف بن حويرب – في تصريح له في عمان على هامش ورشة عمل عقدها المكتب العربي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي بالتعاون مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الأسبوع الماضي في العاصمة الأردنية لإشهار تقرير(المعرفة العربي الثالث..الشباب وتوطين المعرفة 2014)– "إننا لم نتمكن من دخول بعض الدول العربية لتضمين التقرير معلومات بشأنها بسبب الأوضاع التي خلفتها هذه الثورات". وتابع "إننا سنعقد في 30 مايو القادم ورشة عمل بمقر جامعة الدول العربية في القاهرة للحديث عن القطاع الحكومي وكيف يمكن أن يدعم ويوطن وينشر المعرفة ، وذلك بمشاركة ممثلين ووفود عن الدول العربية فضلا عن نخبة من صناع السياسات والخبراء في قطاعات التعليم العالي وما قبل التعليم الجامعي إضافة إلى مختصين في مجالات تكنولوجيا المعلومات والابتكار والشباب والثقافة". وأفاد بأن تقارير المعرفة العربية تركز على الحديث مع الشباب ومعرفة ماذا يريدون وما هي الصعوبات التي يواجهونها ثم التعرف على كيفية وضع الحل السريع أو الصحيح لمشاكلهم ، داعيا في هذا الإطار القطاع الخاص العربي إلى ضرورة دعم المعرفة لأنها ستعود على الجميع بالفائدة. وقال "إننا لا نقدم حلولا سحرية بل معلومات لخدمة أصحاب القرار لكي يستفيدوا منها في أية مرحلة قادمة"..مشددا على أن تطور الدول العربية ووصولها إلى المستوى المنشود مرهون بالمعرفة. وحول التعليم في الدول العربية..لفت بن حويرب إلى أن اللغة العربية وغيرها من اللغات باتت تشهد تراجعا لأدني مستوى كما أن المدرس الضعيف يبني جيلا ضعيفا ، منوها في هذا الإطار بأن المدرسة التي تخرج منها العقاد وطه حسين وكبار الأدباء هي نفسها التي تخرج منها ناس ضعفاء لا يعرفون اللغة العربية ولا الإملاء. وشدد على أن بناء مجتمع المعرفة يحتاج بصورة رئيسية إلى قطاع تعليم عال متطور يفتح جميع نوافذ العلم والتقنية ويخطط بثقة لمستقبل زاهر ويسهم في الإبداع والابتكار .. منوها في هذا الإطار بأن الجامعات تعتبر في الوقت الحاضر من أهم مؤسسات إنتاج المعرفة وهي اليوم مفتاح التقدم والنمو في أي بلد من البلدان. وطالب بضرورة النظر الجاد في كيفية زيادة سرعة تطوير قدرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم العربي وتحديث المناهج التعليمية ومنهجية التدريس لكي تتحول من مجرد مؤسسات ناقلة للمعرفة إلى منتجة لها بالاعتماد على البحث والاستقصاء والتعليم المرتكز على التعليم المستمر وتطوير التقنيات الملائمة والنظم الحديثة ، التي تكفل زيادة الإنتاجية وإحداث التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة. وقال "إننا بحاجة للحديث مع كل القطاعات لتتضافر الجهود ونصل إلى المستوى المنشود ويحصل ذلك تدريجيا ، فالدول العربية محتاجة إلى التدرج في التطوير وأيضا إلى الاستقرار". جدير بالذكر أن تقرير (المعرفة العربي الثالث..الشباب وتوطين المعرفة 2014) يؤسس على التقريرين السابقين (المعرفة العربي للعام 2009..نحو تواصل معرفي منتج) و(المعرفة العربي للعام 2010-2011 ..إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة) اللذين أظهرا العديد من النواقص والثغرات في المشهد المعرفي العربي كما طرحا الحلول لتوفير الموارد اللازمة لبناء مجتمعات قائمة على المعرفة. أما تقرير المعرفة العربي الثالث فيركز على سبل إدماج الشباب بكفاءة في مسألة إنتاج ونقل وتوطين المعرفة ووضع الشباب العربي ومدى امتلاكهم للمهارات والقيم اللازمة لتحقيق التكامل الفعال في توطين المعرفة ، إلى جانب مساهمتهم في المجالات الثقافية والسياسية والاجتماعية. وسوف تنظم مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم - الرائدة في مجال بناء القدرات والطاقات الإيجابية للشباب لتطوير مجتمعات قائمة على المعرفة - ورش عمل وجلسات استماع أخرى في (نيويورك ، باريس ، لندن) بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي وذلك في إطار الاستعداد والتحضير للدورة الثانية من مؤتمر المعرفة الأول 2015 ، حيث ستعقد ورشة عمل في جامعة كولومبياالأمريكية بمدينة نيويورك بتاريخ 20 إبريل 2015 وأخرى في المقر الرئيسي لليونسكو في العاصمة الفرنسية باريس بتاريخ 13 مايو ويشارك بها ممثلون عن وفود البلدان في المنظمة إلى جانب صانعي السياسات والخبراء. وأوضح بن حويرب بأن سلسلة ورش العمل ستختتم بورشة عمل يتم تنظيمها في جامعة إكسفورد بالعاصمة البريطانية لندن وسيكون من بين المشاركين بها عدد من الجهات الأكاديمية والمعاهد ذات الصلة إلى جانب مجموعات طلابية من الجامعة وغيرها من جامعات لندن بهدف دمج الشركات الأوروبية مع العربية لكي تتعرف الأخيرة على الكيفية التي تقوم بها الأولى في دعم المعرفة والاستفادة منها. وتهدف هذه الورش إلى تسليط الضوء على نتائج ومخرجات (تقرير المعرفة العربي الثالث) - الذي تم إطلاقه خلال مؤتمر (المعرفة الأول) في ديسمبر 2014 - إضافة إلى الاستماع والتعرف على التحديات التي تواجه الشباب والحكومات في بناء مجتمع المعرفة وتطوير وسائل نشرها ونقلها وتوطينها وذلك من خلال التفاعل المباشر مع الفئات المستهدفة والمعنية بهذا الشأن من أجل التحضير لأجندة أعمال الدورة القادمة لمؤتمر المعرفة الأول.