أطلق المكتب العربي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، الاثنين، في عمان تقرير(المعرفة العربي الثالث..الشباب وتوطين المعرفة 2014)، الذي يستقصي أحوال الشباب العربي ووضعيتهم وبخاصة ما يتعلق بامتلاكهم للمهارات والقيم المطلوبة لتحقيق دمجهم الناجع في توطين المعرفة وقياس مقدار فاعليتهم على مختلف الصعد بما فيها الثقافية والاقتصادية والمجتمعية. ويؤسس التقرير على التقريرين السابقين (المعرفة العربي للعام 2009.. نحو تواصل معرفي منتج) و(المعرفة العربي للعام 2010-2011.. إعداد الأجيال الناشئة لمجتمع المعرفة) اللذين أظهرا العديد من النواقص والثغرات في المشهد المعرفي العربي. ومن جهته، قال جمال بن حويرب العضو المنتدب لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم في عمان، إن هذا التقرير يهدف في الأساس إلى إيجاد الطرق الناجعة لتحقيق المساهمة الفاعلة للشباب في القضايا المركزية المهمة التي لابد من دراسة أبعادها كافة إن أراد الجميع إقامة مجتمعات المعرفة المأمولة وتحقيق التنمية الإنسانية المستدامة. وأكد "بن حويرب"، على أن بناء مجتمع المعرفة يحتاج بصورة رئيسية إلى قطاع تعليم عال متطور يفتح جميع نوافذ العلم والتقنية ويخطط بثقة لمستقبل زاهر ويسهم في الإبداع والابتكار، منوها في هذا الإطار بأن الجامعات تعتبر في الوقت الحاضر من أهم مؤسسات إنتاج المعرفة وهي اليوم مفتاح التقدم والنمو في أي بلد من البلدان. وشدد على ضرورة النظر الجاد في كيفية زيادة سرعة تطوير قدرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في العالم العربي، وتحديث المناهج التعليمية ومنهجية التدريس لكي تتحول من مجرد مؤسسات ناقلة للمعرفة إلى منتجة لها بالاعتماد على البحث والاستقصاء والتعليم المرتكز على التعليم المستمر وتطوير التقنيات الملائمة والنظم الحديثة ، التي تكفل زيادة الإنتاجية وإحداث التنمية الوطنية الشاملة والمستدامة. وأشار إلى اللقاء الذي جمع نخبة من الأكاديميين ورؤساء الجامعات والمختصين مع مجموعة من طلبة الجامعات في حلقة نقاش بعنوان (دور التعليم العالي في بناء مجتمع المعرفة) بهدف مناقشة مخرجات ونتائج تقرير المعرفة العربي الثالث وطرحها للحوار مع للوقوف على حال المعرفة في العالم العربي استشرافا لوضع الحلول المبتكرة وتجاوز التحديات والنتائج الرئيسية التي رصدها التقرير، مؤكدا على أن هذه الحلقة ستمكن المؤسسة في التحضير الجيد والفاعل لأجندة أعمال الدورة القادمة لمؤتمر المعرفة الأول 2015. ومن جهته، قال ياكوب بيريس، ممثل المكتب الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، إن التقرير، الذي يعتبر أحدث ثمار الشراكة التي تجمع المكتب ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم في مسيرتهما المشتركة نحو دعم التقدم المعرفي في المنطقة العربية، يضع الشباب في الصلب رؤية وبحثا ومشاركة. وأضاف "أن الشباب في المنطقة العربية كفئة مستهدفة وشريك وثروة يجب أن يحتل سلم الأولويات المعرفية والتنموية العربية"، لافتا إلى أن هناك العديد من التحديات والإشكاليات التي تستدعي الانتباه والتحرك الجاد وبخاصة ما يتعلق بالتعامل مع الشباب وتوطين المعرفة كمستويات البطالة لدى خريجي الجامعات أو ضعف الإنتاج العلمي.