لم يكن يتوقع أحد فى ظل هذه الفترة العصبية التى نعيشها أن يخرج أحد الأفلام المصرية للمنافسة فى المسابقة الرسمية لأحد المهرجانات العالمية، لكن الوحيد الذى استغل الأحداث جيداً هو المخرج يسرى نصر الله الذى صاغ تلك الفترة بكل ما فيها من مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية وأمنية فى شكل عمل سينمائى. واستطاع هذا العمل أن ينال على إعجاب لجنة التحكيم فى مهرجان "كان" لتختاره ضمن الأفلام التى ستدخل المسابقة الرسمية. فيلم "بعد الموقعة" هو فيلم سياسى اجتماعى، يناقش الفترة التى أعقبت موقعة الجمل لذلك تم تسميته بهذا الاسم. وتبدأ أحداث الفيلم بالتحديد مع بداية عملية الاستفتاء على الإعلان الدستورى الذى حدث فى مارس من العام الماضى، وتستمر أحداث الفيلم حتى الفترة التى تسبق اختيار الرئيس القادم، وما بين البداية والنهاية يشمل الفيلم كل ما حدث فى المرحلة الانتقالية من أحداث سياسية واجتماعية واقتصادية، ويناقش أحلام الشباب بعد الثورة وسيطرة السياسة على جزء كبير من حياة المواطن. ويتم عرض كل ذلك من خلال "ريم" التى تجسد شخصيتها منة شلبى، وهى ناشطة سياسية تعمل فى إحدى شركات الإعلانات، وتقرر النزول إلى الشارع وعمل بحث ميدانى لاستبيان الحقيقة، وكشفها على أرض الواقع. وخلال بحثها تتقابل ريم مع "محمود" الذى يجسد شخصيته باسم السمرة، وهو شاب يعانى من الفقر والجهل وهو يعمل "خيال" فى منطقة نزلة السمان، استغل أحد المسئولين حاجته هو زوجته للمال ليعرض عليهم النزول لميدان التحرير فى موقعة الجمل، لينزل أهالى نزلة السمان إلى الميدان، وتتوالى الأحداث بعد ذلك، وفى النهاية يقع محمود فى حب ريم. والفيلم تم تصوير معظم أحداثه فى منطقة نزلة السمان وأحد الشقق بمنطقة الزمالك، واستمر تصويره 6 أشهر، ولم يحتاج المخرج إلى كومبارس حيث شارك فى تصويره عدد كبير من أهالى نزلة السمان وتم تغيير اسم الفيلم من "ريم ومحمود وفاطمة" إلى "بعد الموقعة". والعمل من تأليف عمرو شامة وإخراج يسرى نصر الله، ومن بطولة منه شلبى، باسم سمرة، صلاح عبد الله وناهد السباعى. ويعتبر فيلم "بعد الموقعة" أول فيلم مصرى يشارك فى مهرجان كان منذ 15 عاما، حيث كان فيلم "المصير" آخر الأفلام المشاركة فى مسابقة المهرجان العالمى عام 1997.