هل تتجه تركيا للتشدد تجاه داعش بعد نقل رفات سليمان شاه من سوريا؟ .. سؤال من بين أسئلة ثلاثة بدأ يطرح نفسه على الساحة الدولية بعد عملية نقل رفات سليمان شاه من الأراضي السورية إلى التركية . فيما يتساءل المحللون الذين يرون أن نقل الرفات نقطة تحول في ثلاثة مجالات في السياسات الإقليمية لتركيا، هل ستدخل أنقرة في مرحلة تقارب مع الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري الذي فرض سيطرته على عدد من المناطق في شمالي سوريا؟ وهل ستجري الدبلوماسية التركية إعادة تقييم لسياستها المتبعة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد؟ الرأي السائد في الأوساط السياسية بتركيا هو أن الموقف الرسمي سيتجه للتشدد ضد تنظيم داعش بعد نقل رفات سليمان شاه، جد عثمان بن آرطغرل مؤسس الإمبراطورية العثمانية، إلى تركيا التي أصبحت الآن قادرة على المشاركة في أنشطة قوات التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي. وتساءل مراقبون حول ما إذا كانت الحكومة التركية تنوي تغيير موقفها تجاه تنظيم داعش، أم ستظل على موقفها الحالي تحسبا من قيام خلايا نائمة تابعة للتنظيم الإرهابي بعمليات داخل المدن الحدودية التركية، وعلى رأسها هاتاي وغازي عنتب وأورفة. وبعد نقل رفات سليمان شاه وزيادة الضغوط الدولية على تركيا للمشاركة بقوة في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية، لم يعد أمام أنقرة سوى تحديد موقفها بجلاء تام من تنظيم داعش، حيث أصبح من الضروري اتخاذ موقف سريع وتغيير جذري على سياسة تركيا المتبعة تجاه داعش. وأوضح المراقبون أنه بطبيعة الحال، حان الوقت لإجراء تغيير في السياسات الخاطئة التي تتبعها حكومة العدالة والتنمية تجاه نظام الأسد، كما أن مذكرة التفاهم التي وقعتها تركيا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية حول مشروع تدريب وتجهيز ما يسمى ب "المعارضة السورية المعتدلة" يجب ألا تكون موجهة ضد النظام السوري، بل ضد تنظيم داعش، ولكن يبدو أنه لن يكون هناك أي تغيير على موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحكومته في هذا الشأن.