وصفت الصحف العلمانية الصادرة اليوم الاثنين، عملية إجلاء العسكريين الأتراك من ضريح "سليمان شاه" ونقل رفاته من سوريا إلى تركيا بأنها "خطوة تراجع من قبل حكومة العدالة والتنمية". وذكرت صحيفة "جمهوريت" أن ضريح سليمان شاه هو الأرض الوحيدة لتركيا خارج حدودها ولكن الحكومة نقلت رفات سليمان شاه عن طريق عملية عسكرية نفذتها القوات المسلحة التركية من منطقة تقع تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي إلى منطقة يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري، الذي يعتبر امتدادا لمنظمة حزب العمال الكردستاني، والدليل على ذلك أنه في بداية الأمر رفضت حكومة العدالة والتنمية تقديم الدعم اللوجستي للأكراد في كوباني بهذه الحجة. وبحسب الصحيفة فانه تم نقل المعلومات الإستخباراتية الواردة من جهاز المخابرات التركي عدة مرات خلال الشهرين الأخيرين للحكومة عن تزايد خطر تنظيم داعش تجاه ضريح سليمان شاه بعد زيادة عدد مقاتليه حول الضريح، وهو بالتالي ما يزيد من حجم المخاطر على تركيا، مما أرغم أنقرة على عدم الدخول في اشتباكات مباشرة مع تنظيم داعش الإرهابي. وأضافت الصحيفة أن ضريح سليمان شاه أصبح بمثابة درع واقي لتنظيم داعش وبدأ مقاتلو داعش في الاستفادة من حصانة الضريح في الاشتباكات الجارية بين التنظيم الإرهابي والأكراد في المنطقة، حتى أن القوات الأمريكية ابتعدت عن قصف مواقع التنظيم الإرهابي في الرقة بسبب وجود الضريح، وهو الأمر الذي أدى إلى تصاعد قلق جميع الأطراف. أما صحيفة يورت، فقد ذكرت أن قياديي تنظيم داعش اتهموا تركيا وحملوها مسؤولية فشلهم في احتلال مدينة كوباني، وبالتالي تصاعدت تهديدات التنظيم ضد تركيا وأن السبب الرئيسي الذي دفع أنقرة للتوقيع على مذكرة التفاهم المتعلقة بمشروع تدريب وتجهيز ما يسمى ب "المعارضة السورية المعتدلة" يعود لزيادة تهديدات ومخاطر تنظيم داعش ضد تركيا. وتكهنت الصحيفة اليسارية بأنه من المتوقع بعد نقل ضريح سليمان شاه أن تشن قوات التحالف بقيادة الولاياتالمتحدة عمليات عسكرية شاملة ضد تنظيم داعش. وعلى الجانب الآخر، توترت علاقات المملكة العربية السعودية بتركيا بسبب تقديم أنقرة الدعم لجماعة الإخوان المسلمين ولكن في الآونة الأخيرة تم تخفيف حدة التوتر بين البلدين، والإشارة الأولى على ذلك كانت زيارة رئيس هيئة الأركان العامة الجنرال نجدت أوزال للسعودية في 19 فبراير للمشاركة في مؤتمر مكافحة تنظيم داعش، فضلا عن أن قطر لعبت دور الوساطة بين تركيا والسعودية، وسيتوجه أمير دولة قطر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية غدا الثلاثاء لإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومن المتوقع أن يوجه أمير قطر رسالة التحرك المشترك مع التحالف الدولي ضد داعش. أما الصحف الموالية لحكومة العدالة والتنمية فقد عزفت على وتر آخر معضد للتحرك العسكري التركي الأخير، حيث ذكرت صحيفة "يني شفق" المحافظة أن بعض الأوساط داخل تركيا، وعلى رأسها حزب الشعب الجمهوري، تعمل على ترويج شائعات مؤداها أن تركيا عاجزة عن حماية ضريح سليمان شاه، جد مؤسس الدولة العثمانية عثمان بن آرطغرل، وكانوا يخططون لاستغلال قضية الضريح بهدف إثارة الرأي العام قبل اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية في السابع من يونيو القادم. وأكدت الصحيفة أن تهديدات تنظيم داعش ازدادت مؤخرا ضد تركيا، خاصة بعد اقترابها من مبدأ المشاركة بقوة في التحالف الدولي، فضلا عن تنفيذه عمليات إرهابية داخل المدن التركية، وهناك بعض الأطراف الأجنبية تحاول دفع تركيا للفخ من خلال زجها في حرب مباشرة ضد تنظيم داعش بعد تنفيذ الهجوم المسلح ومقتل جندي تركي في ضريح سليمان شاه، مشيرة إلى أن إجلاء الجنود ونقل رفات سليمان شاه خلص تركيا من تهديدات واحتمالات سلبية مخطط تنفيذها ضد تركيا.