شهدت الجلسة الثالثة في القضية المعروفة إعلاميا ب"موقعة الجمل" التى تنظر أمام محكمة جنايات القاهرة العديد من المفارقات، خلال الاستماع إلى شهادة شهود الإثبات الذين استندت إليهم جهة التحقيق في إدانة المتهمين ال 25 في القضية. فقد تنازل دفاع 19 متهما منهم عن مناقشة الشهود بينما طلب دفاع الآخرين مناقشة عدد قليل من هؤلاء الشهود، فيما طلب مرتضى منصور المتهم العاشر في القضية مناقشة صفوت حجازي الشاهد الثاني في التحقيقات، بعدما اقر بتنازله عن سماع شهادته في بداية الجلسة. وفاجأ حجازي المحكمة بقوله إنه لا يتهم أياً من المتهمين ال25 بالتورط فى قتل المتظاهرين. ومن جانبه رفض المستشار مصطفى حسن عبدالله قاضي الجلسة استخدام وصف " موقعة الجمل" أثناء مناقشة احد المحامين للشاهد قائلا "مفيش حاجة اسمها يا أستاذنا موقعة الجمل.. دي حصلت أيام سيدنا علي بن أبي طالب". وبدأت المحكمة برئاسة المستشار مصطفى حسن عبدالله بسؤال دفاع كل متهم، عن رغبته في سماع ومناقشة هؤلاء الشهود، فقرر دفاع كل من المتهمين الأول والثاني والثالث والرابع والخامس والسادس والثامن والتاسع والحادي عشر والثالث عشر والرابع عشر والسادس عشر والسابع عشر والتاسع عشر، والعشرين والواحد والعشرين والرابع والعشرين والخامس والعشرين سماع جميع شهود الإثبات وعندما طلب مرتضى منصور من داخل قفص الاتهام تحديد الشهود الذي يرغب في مناقشتهم قاطعه القاضي وطلب إثبات ذلك من خلال محاميه، فوقف أحد المحامين الحاضرين مع مرتضى منصور واثبت حضوره للدفاع عنه. وطلب سماع شهادة ومناقشة 5 شهود، ولم يكن بينهم الشاهد الثاني الدكتور صفوت حجازي، الذي حضر جلسة أمس رغم عدم وجود اسمه ضمن الشهود الذين سبق وطلبهم الدفاع في الجلسات السابقة. وبعدما انتهت المحكمة من إثبات حضور الشهود وطلبات الدفاع قال إيهاب العمدة المتهم في القضية من داخل القفص: "يا معالي الريس أنا بتنازل عن سماع جميع الشهود، عدا شاهد الرؤية الوحيد ضدي، وهو الصحفي محمد أبوزيد". وسألت المحكمة دفاع المتهمين عن رغبة أي منهم في سؤال صفوت حجازي، فرد مرتضى من القفص إنه يريد سؤاله فرد عليه القاضي: "أنت مكنتش طالبه"، فقال مرتضى: "مادام موجود أنا عايز أسأله سؤال واحد فقط"، وهنا أمر رئيس المحكمة الحرس بإخراج باقي الشهود من القاعة قائلا: "لو حد عاوز يشرب شاي أو قهوة على حساب المحكمة". وبدأت المحكمة في سماع شهادة صفوت حجازي بعد حلفه اليمين، وبدأت بسؤال منصور للشاهد والذي جاء نصه: "هل الذين دخلوا ميدان التحرير يوم 2 فبراير دخلوا بالصدفة أم كان هناك ترتيب مسبق قبلها؟، فتساءل حجازي: "هو بيسأل عن البلطجية أم الثوار؟" فقال مرتضى: "الثوار كانوا موجودين أنا قصدي اللي دخلوا عليهم"، فأجاب الشاهد: أظن أنه كان بترتيب فهذا الظن وليد مكالمة تليفونية وردت لي من أحد الأشخاص لم يخبرني باسمه وقال لي إن بعض رجال الأعمال طلب منه أن يرسل عمالا إلى ميدان مصطفى محمود ليتوجهوا إلى ميدان التحرير لأن هناك بلطجية سيدخلون معهم إلى الميدان لفض المتظاهرين الموجودين فيه"، وسألت المحكمة الشاهد: "هل وردت لك هذه المكالمة على هاتفك الخاص"، فأجاب: "نعم"، وسألته عما إذا كان سجل رقم هذا الهاتف: فأجاب: "لا"، ورد الشاهد على سؤال المحكمة عن كيف تأكد من صحة هذه المكالمة من عدمه قائلا: "إنه أرسل مجموعة من الشباب الثوار الموجودين معه في التحرير إلى ميدان مصطفى محمود للتأكد من معلومات المكالمة، فعادوا إليه وقالوا إنهم وصلوا إلى كوبري 15 مايو وعادوا مرة أخرى إلى التحرير بعدما قابلوا مجموعة ضخمة من الأشخاص قادمين من المهندسين في اتجاههم إلى ميدان التحرير، وسألت المحكمة الشاهد: "كانوا راكبين عربيات ولا إيه؟"، فرد: "أنهم كانوا قادمين سيرا على الأقدام وعندما وصلوا إلى ميدان عبد المنعم رياض أسفل كوبري أكتوبر بدأ بعضهم يلقي بالحجارة على المتظاهرين، فسقط عدد من المصابين واستشهد شاب يدعى عبد الكريم رجب من الشرقية. وأضاف أنه شاهد شابا آخر أصيب بحجر في رأسه، وأن بعض أجزاء من مخه خرجت جراء هذه الإصابة وتوفى أيضا". وأجاب الشاهد على سؤال من المحكمة عن إذا ما كان المتواجدون في ميدان مصطفى محمود هم من جاءوا للتعدي على المتظاهرين في ميدان التحرير، فأجاب ب"نعم"، لكنه لا يعرف السبب. وقال الشاهد إن بعض المرافقين له ضبط عددا من هؤلاء الأشخاص، وامسكوا بهم ولكنه لا يتذكر عددهم بالتحديد، وقام بتسليمهم لوحدة القوات المسلحة بمجمع التحرير، وأكد أنه لا يتذكر اسم أي منهم. ووجهت المحكمة للشاهد سؤالا عما إذا كان سأل هؤلاء الأشخاص عن وجود آخزين دفعوهم لارتكاب هذه الأفعال، فرد قائلا: "إن بعضهم أخبره أن رجب هلال حميدة هو الذي دفع لهم مبالغ مالية ليأتوا إلى الميدان ويخرجوا المتظاهرين". كما ذكر البعض أن مكتب فتحي سرور بالسيدة زينب دفعوا لهم مبالغ مالية في مقابل التوجه إلى الميدان. كما أن احد راكبي الجمال والخيول الذين تم ضبطهم قال "إن عبد الناصر الجابري عضو مجلس الشعب السابق هو من أرسلهم". وقال صفوت حجازي للمحكمة في شهادته إنه والمتظاهرين بميدان التحرير لم يضبطوا بحوزة هؤلاء الأشخاص أي أسلحة من أي نوع، وأن اغلبهم كان تحت تأثير مخدر، وهو ما أكده الأطباء بالميدان. وهنا سألت النيابة العامة الشاهد عما إذا كان الشخص الذي اتصل في المرة الأولى قد عاود الاتصال به مرة أخرى، وهل حاول التأكد من صحة المعلومات التي اخبره بها؟، فرد صفوت حجازي: "لقد قلت للمتصل إنه لا يمكنني تصديق أي كلام وأنني أريد معرفة كيف يحصل على هذه المعلومات فقال لي نصا : "إن رجال الحزب الوطني طلبوا مني الذهاب إلى الميدان، وسألته من تحديدا، فأجاب بنفس اللفظ: "أكيد مش الصعاليك"، ولم يحدد لي اسم". وقال حجازي إن الوحيد ممن تم ضبطه بالميدان وذكر اسم رجل الأعمال محمد أبو العينين كان واقعا تحت تأثير المخدر ودليلي على ذلك أنه تلقى ضربا مبرحا دون أن يتألم، وسألنا الأطباء بالميدان عن سبب ذلك، فقالوا إنه من تأثير البانجو. وفيما يتعلق بما قاله حجازى فى التحقيقات من أنه وبعض المتظاهرين القوا القبض على ضباط بمباحث جهاز أمن الدولة المنحل، سأله دفاع محمد أبو العينين فكيف تحقق من هويتهم، فرد حجازي إن المتظاهرين صوروا بأجهزة الهواتف المحمولة كارنيهات هؤلاء الاشخاص، وتم تسليمها إلى المستشار حامد راشد قاضي التحقيق المنتدب للتحقيق في هذه القضية. وهنا سأل دفاع مرتضى منصور الشاهد عن توقيت تحرك المتظاهرين من ميدان مصطفى محمود إلى التحرير، فقال إنه لا يتذكر الموعد تحديدا ولكنه كان قبل صلاة الظهر. وسأل دفاع أحد المتهمين الشاهد عن رقم هاتفه المحمول الذي تلقى عليه المكالمة، فذكر الشاهد رقم هاتفه وقال إنه لم يغيره وأن هذا الرقم هو الذي تلقى عليه المكالمة من الشخص المجهول يوم الواقعة. ورفضت المحكمة توجيه سؤال من الدفاع عن المكان الذي كان يلقي منه متظاهرو مصطفى محمود الحجارة على متظاهري التحرير. وأثناء سؤال الدفاع لصفوت حجازي حول " متى حدثت بالتحديد موقعة الجمل؟" قاطعه القاضي قائلا: "يا أستاذ مفيش حاجة اسمها موقعة الجمل دي كانت أيام سيدنا علي بن أبي طالب" فضحك الحاضرون، وعاود المحامي توجيه سؤاله بصيغة اخرى قائلا: "متى دخل راكبو الجمال والخيول إلى ميدان التحرير وما هي المدة التي استغرقوها في الدخول"، ليجيب الشاهد بأنه لا يتذكر الساعة تحديدا. ورفض صفوت حجازى الإجابة على سؤال وجهه له دفاع المتهم رجب هلال حميدة، حول قدراته التي مكنته من معرفة كل هذه الأمور في ميدان التحرير، وقال حميدة من داخل القفص موجها حديثه لحجازي: "هل تتذكر مداخلتك الهاتفية في برنامج أحمد شوبير على قناة مودرن مصر الذي كنت أنا ضيفا فيه وماذا قلت لك قبل هذه الأحداث؟" فرد الشاهد بأنه لم يشاهد البرنامج ولم يكن على علم بالضيوف الموجودين فيه وكانت مشاركته مجرد مكالمة هاتفية". ورفضت المحكمة توجيه سؤال من الدفاع للشاهد عن الدور الذي كانت تقوم به القوات المسلحة داخل الميدان فيما أجاب على سؤال آخر عمن استخدم الهواتف لتصوير كارنيهات الضباط الذين القي القبض عليهم بالميدان، بأنه لا يتذكر من قام بالتصوير ولكنه شاهد الصور. ونفى علمه بأي من اسماء الضباط الذين تم ضبطهم ، وأنه لا يتذكر اسم أي منهم، وأنه قام بتسليمهم للقوات المسلحة. وسأل دفاع حميدة الشاهد عن كون أي من المقبوض عليهم في الميدان خلال تلك الأحداث من أهالي منطقة عابدين، فأجاب ب"نعم". وقبل إثبات انتهاء الشاهد من الإدلاء بشهادته سألت المحكمة دفاع جميع المتهمين عن رغبة أي منهم في توجيه أي سؤال آخر للشاهد فقال صفوت حجازي موجها حديثه للمحكمة: "لقد جئت اليوم يا سيادة القاضي شاهدا"، فرد عليه القاضي:"متتكلمش غير بعد ما أذن لك". وعقب إثبات انتهاء الشهادة سمحت المحكمة لصفوت حجازي بالحديث، وقال: "أنا لا اتهم أهالي عابدين بالبلطجة ولكني أريد تسجيل أن أهالي عابدين كانوا يأتون إلينا بالطعام والشراب من خلال اللجان الشعبية بالميدان، وأنني لا اتهم أي شخص من هؤلاء المتهمين ولكني اقدر كل مصري شريف.