محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار حسن مصطفى عبد الله، استأنفت أمس قضية قتل المتظاهرين يوم 2 فبراير، المعروفة ب«موقعة الجمل»، فيما شهدت الجلسة واقعة أسرع رفع بعد 30 ثانية من انعقادها، عندما تبين لهيئة المحكمة، بعد دخولها القاعة، أن المتهمين لم يدخلوا القفص، بعد أن نادى أمين السر على اسم المتهم الأول، صفوت الشريف، فتبين عدم حضوره، ورفعت الجلسة، ثم عادت للانعقاد بعد 10 قائق، أثبتت خلالها المحكمة حضور المتهمين. الدفاع سأل المتهمين عن رغبتهم فى سؤال شهود الإثبات، فأبدى معظمهم عدم رغبتهم فى مناقشة الشهود، وطلب مرتضى منصور من داخل القفص إثبات من يرغب فى شهاداتهم، وطلبت منه المحكمة أن يكون ذلك عن طريق محام موكل عنه، وتبين للمحكمة عدم حضور الشاهد رقم 17، فسألت المحكمة عن استدعائه، فردت النيابة أنه لم يستدل عليه، وطلب دفاع إيهاب العمدة استدعاء الصحفى محمد أبو زيد لسماع أقواله، وبعدها حدثت مشادة بين المحكمة وبعض المحامين، فتلت المحكمة الآية الكريمة (إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان)، وأضافت «ربنا يعيننا على حملها»، ثم طلبت من دفاع كل متهم التنسيق والتشاور لمصلحة القضية، بعد ذلك سألت المحكمة دفاع المتهمين عمن يرغب فى سماع شهادة الشيخ صفوت حجازى، الذى تبين استدعاؤه من قبل النيابة، فتنازل دفاع المتهمين، فتشاورت المحكمة، ووجه إليه الشكر، وقبل خروجه طلب مرتضى منصور توجيه سؤال إليه قائلا «هل دخل من هاجموا ميدان التحرير يوم 2/2 بالصدفة أم بترتيب مسبق؟»، فأجاب صفوت: قصده من البلطجية، ولا الثوار؟ فقال مرتضى: أقصد الذى دخل عليهم، فأجاب صفوت «أظن أنهم دخلوا بترتيب، فهذا الظن سببه مكالمة، وردت لى من رجل أعمال (لم يذكر اسمه)، أخبرنى أنه طلب منه إرسال عمال إلى ميدان مصطفى محمود، ليذهبوا إلى ميدان التحرير، لأن هناك بلطجية سيفضون الميدان، والعمال سيذهبون وراءهم»، بعدها بدأت المحكمة فى سماع شهادة صفوت حجازى، وكان نص شهادته كالتالى: س: هل كانت المكالمة على هاتفك المحمول؟ ج: نعم. س: هل سجلت الرقم؟ ج: لا. س: هل قمت بالتأكد من المكالمة من عدمه؟ ج: أرسلت مجموعة شباب من المتظاهرين إلى ميدان مصطفى محمود، ليتأكدوا ما إذا كان هناك تجمع أم لا؟ ولما عادوا أخبرونى بأنهم وصلوا إلى كوبرى 15 مايو، ثم رجعوا، لأنهم قابلوا مجموعة كبيرة من الناس قادمة من المهندسين على كوبرى 15 مايو فى اتجاه ميدان التحرير، وكانوا يسيرون على أقدامهم. س: هل تعدى هؤلاء على المتظاهرين؟ ج: وصلوا ميدان عبد المنعم رياض أعلى وأسفل كوبرى أكتوبر، وبعضهم ألقى حجارة، والبعض الآخر كان يهتف. س: هل أصيب أحد؟ ج: نعم، بعض المتظاهرين أصيب بالرأس وأنحاء متفرقة من الجسد، وبالليل استشهد شاب أمامى، وشاهدت 3 جثث أخرى لمتظاهرين لا أعرفهم مقتولين بالرصاص، وشاب رابع توفى نتيجة إصابته بالرأس وشاهدت جثته، وكان عديد من المتظاهرين مصابين بأعيرة نارية. س: هل من تجمعوا فى ميدان مصطفى هم من تعدوا على المتظاهرين؟ ج: نعم. س: هل المتظاهرون ضبطوا أيا من هؤلاء؟ ج نعم، وسلمناهم للقوات المسلحة. س: هل تذكر أيا منهم؟ ج: لا. س: هل أخبروكم عمن دفعهم إلى ذلك؟ ج: نعم، وذكروا أسماء أربعة من المتهمين، فأجاب بعضهم أن رجب هلال حميدة هو الذى أعطاهم أموالا ليأتوا إلى ميدان التحرير لتفريق المتظاهرين، والبعض ذكر أحمد فتحى سرور، وقال إن مكتبه بالسيدة زينب أعطاه أموالا لفض الميدان، وفى هذه اللحظة وقف أحمد فتحى سرور من على مقعده داخل القفص، وظل يمسح عرقه بمنديل، وأكمل صفوت حجازى، وذكروا أيضا أن محمد أبو العينين دفع مبالغ مالية لتفريق المتظاهرين، وأحد راكبى الجمال والخيول قال إن عبد الناصر الجابرى هو الذى أرسله. س: هل تم ضبط أى أدوات أو أسلحة معهم؟ ج: هؤلاء لم نضبط معهم أى سلاح وبعضهم كان شبه مخدر. بعد ذلك طلبت النيابة العامة مناقشة الشاهد على هذا النحو: س: أبلغك المتصل بك هاتفيا بأن هناك تجمعا لأشخاص فى ميدان مصطفى محمود، فهل سألته عن مصدر تلك المعلومات؟ ج: نعم، سألته، وقلت له انت مش قلتلى اسمك وأنا مش هصدق أى كلام تقوله، أنا عايز أعرف انت عرفت منين؟ فقال لى رجالة الحزب الوطنى طلبوا منى ده، فسألته من تحديدا؟ فقال: «أكيد مش من الصعاليك»، ولم يحدد لى اسما، ثم بدأ الدفاع فى مناقشة الشاهد كالتالى، محامى محمد أبو العينين: س: هل من ضبطتموهم كانوا فى حالة وعى بما يقولون؟ ج: البعض كان يعى، والبعض لا يعى، وتحديدا كان أحدهم مضروبا بشدة من المتظاهرين، ولم يظهر عليه أى تأثر، وقال الأطباء إن ذلك تأثير البانجو. س: بم تفسر التضارب فى أقوالك حين قلت فى التحقيقات إنكم ضبطتم أفراد شرطة فكيف تبين ذلك؟ ج: كان معاهم كارنيهات من وزارة الداخلية، وصورنا بعضها، وسلمناها للمستشار حامد راشد بوزارة العدل. س: هل ذكروا لكم المبالغ التى أخذوها أو من أعطاها لهم؟ ج: لا. ثم بدأ دفاع مرتضى منصور بمناقشة الشاهد كالتالى: س: متى تلقيت المكالمة؟ ومتى تحرك رجالك إلى كوبرى 15 مايو؟ ومتى تحرك المتهمون إلى ميدان التحرير؟ ج: كان صباح الأربعاء 2 فبراير، لكن لا أذكر الساعة تحديدا، وطلبت من الشباب التحرك بعد المكالمة فورا، ولا أعرف متى وصل البلطجية للميدان تحديدا، ولكن قبل صلاة الظهر. س: متى بدأت الإذاعة الداخلية بميدان التحرير؟ ج: السبت 29 يناير مساء. بعد ذلك طلب رجب حميدة توجيه أسئلة إلى الشاهد من القفص، إلا أن المحكمة رفضت وطلبت منه إملاء أسئلته على الدفاع، لتوجيهها إلى المحكمة، فسأله الدفاع عن البرنامج الذى ظهر فيه رجب حميدة، وطلعت زكريا، وكان حجازى متحدثا عبر الهاتف، وقال إنه سمع الأحداث، وذلك بعد عشرة أيام منها، فقال حميدة «كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع، فهل تعلم أن هذه أخلاقياتى؟». فأجاب حجازى: لم أشاهد البرنامج، والمداخلة كانت هاتفية، وكنت خارج المنزل، ولم أكن أعلم من هم ضيوف البرنامج، ولم أسمع تعليق حميدة، فعادت المحكمة إلى سؤال الشاهد مرة أخرى، ووجهت إليه الأسئلة التالية: س: ماذا قال فى المداخلة؟ ج: لا أذكر تفاصيلها، ويمكن الحصول عليها. س: هل اتصلت أنت بالبرنامج أم هم من اتصلوا بك؟ ج: هم من اتصلوا بى. س: ولماذا؟ ج: لأدلى بمداخلة عن الأحداث. بعدها وجه أحد المحامين سؤالا للشاهد قائلا: ما دليلك على وجودك فى ميدان التحرير ومشاهدتك الأحداث، فرد حجازى: أرفض الإجابة، وإذا كان من حقى أن أشكو هذا المحامى فأنا أشكوه، وهنا حاول رجب حميدة الحديث من داخل القفص، إلا أن المحكمة منعته بلهجة حادة، وقال له رئيس المحكمة «لو اتكلمت تانى هاطلعك بره، وهاتحرم من متابعة محاكمتك»، بعدها قال حجازى إنه كان يصلى الجمعة فى مسجد النور يوم 28 يناير، وتحرك مع المتظاهرين إلى ميدان التحرير، ووصلوا هناك فى السابعة والنصف مساء، ليجدوا قوات الجيش هناك. بعد ذلك سأل أحد المحامين الشاهد عن انتمائه السياسى أو الحزبى، فرفضت المحكمة توجيه السؤال، وعادت النيابة إلى سؤال الشاهد مرة أخرى كالتالى: س: ما المسافة التى كانت بينك وبين عبد المنعم رياض؟ وهل كانت الرؤية واضحة؟ ج: نحو 150 مترا، وكنت أشاهد جيدا، لكن لا أميز وجوها، واختتم حجازى قائلا: جئت شاهدا، ولست مدعيا على أحد، ولا أتهم أهالى عابدين أنهم بلطجية، وأسجل إليهم أنهم كانوا يأتون إلينا بالطعام والشراب داخل الميدان.