تحتضن كلية دار العلوم جامعة القاهرة يوم السبت 21 فبراير بقاعة احمد زكى يمانى في تمام الساعة الحادية عشرة ظهرا أولى الدراسات البحثية الاكاديمة التي تقف على اهم الخطوط العريضة لخريطة الأفكار داخل حركات الإسلام السياسي والجهادى وعلاقتها المتجذرة في التراث الاسلامى والتي تعد من أهم الأبحاث التي تناولت حلقات الوصل بين الماضوية والتيارات الاسلاميوية الجديدة منذ انطلاقها في منتصف القرن الفائت وتحديدا في فترتى السبعينيات والثملانينيات الى يومنا هذا. العمل الذى يقدمه الباحث هانى نسيرة والمعنون ب "تأويل ابن تيمية عن جماعات التطرف الدينى "جماعة الجهاد انموذجا" .. حاول من خلال الإجابة على تساؤلات بالتوازى مع تقديم رؤى وأفكار لسبر اغوار جملة من الإشكاليات التي ظلت على مدار عقود تحيط بالريبة والشك من قامة علمية مثل الامام ابن تيمية من جهة وبين جماعات الإسلام السياسي والراديكالى التي تحاول ان توظف الرجل لخدمة ايدلوجيتها فتذهب به الى فضاءات اكثر ظلامية عبر الوقوف على الحواف دون الغوص في عمق أفكاره واطروحاته والتعامل معها بشكل بنائى وفق المنهج البنيوى الذى يتعامل مع النص وصاحب النص كبناء متكامل دون تجزأته او قصقصته فيبدو متهالكا او ناقصا او تعتريه العلل. الجديد الذى يقمه الباحث هانى نسيرة وهو ما يضاف له ويضاف الى المكتبة العربية انه ناقش ثلاثية "الرأى , الفتوى والتاريخ "وانعكاساتها على توظيف الجماعات الإسلامية لها , والاخطاء الكبيرة التي وقعت فيها والافخخ التي تم تنصيبها لفكر ابن تيمية دون مراعاة السياق التاريخى لكل مواقف واعمال الرجل ..انطلاقا من جماعة الجهاد المصرية والجماعة الإسلامية منطلقا الى خارج المشهد الاسلاموى المصري الى السلفية الجهادية الأردنية وما تعانية المنطقة الان من اشد الجماعات الاسلامة أصولية في تطرفها وتشددها "داعش". في موازاة ذلك , لم يفت على الباحث ان يناقش ازمة الخطاب الدينى في واقعنا العربي والاسلامى وسبل علاجه ..وهو مايستدعى الوقوف على هذه الاطروحة القيمة التي من شأنها ان تقدم جملة من الأفكار الحداثية في وقت يحتاج الكثير الى مثل هذه الرؤى التنويرية.