استحكم نزاع تجاري تتزايد مرارته بين شركات طيران أمريكية وخليجية يوم الخميس حين رفضت شركة طيران الامارات ومقرها دبي اعتذار شركة دلتا ايرلاينز عن تعليقات فسرت على أنها تربط بين شركات طيران خليجية وهجمات 11 سبتمبر أيلول على الولاياتالمتحدة عام 2001 . وتدهورت العلاقات منذ أعدت مجموعة شركات طيران أمريكية ملفا يزعم أن شركات طيران خليجية كبيرة تلقت دعما قيمته 40 مليار دولار وحثت الحكومة الأمريكية على إعادة التفاوض بشأن اتفاق تجاري للسماوات المفتوحة أو إلغائه. ونفت شركات الطيران الخليجية انها تلقت إعانات مالية وقالت إن شركات طيران مقرها الولاياتالمتحدة استفادت هي ذاتها من مساعدة حكومية قيمتها خمسة مليارات دولار بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول. وعندما سئل بشأن تلك التعليقات في برنامج بشبكة سي.إن.إن التلفزيونية الأمريكية قال ريتشارد اندرسون المدير التنفيذي لشركة طيران دلتا "إنها مفارقة كبيرة أن تكون الإمارات العربية المتحدة من شبه الجزيرة العربية هي التي تتحدث عن ذلك بالنظر إلى حقيقة أن صناعتنا صدمت فعلا بإرهاب الحادي عشر من سبتمبر الذي جاء من إرهابيين من شبه الجزيرة العربية." وأثارت التصريحات غضب مسؤولين في الامارات وقطر وهما حليفتان للولايات المتحدة قدمتا دعما عسكريا وفي مجال الإمداد والتموين للعمليات الدولية بعد هجمات 2001 . وقالت شركة طيران دلتا ان أندرسون كان يرد على المزاعم بأن المدفوعات التي قدمت بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول لشركات الطيران الامريكية ترقى إلى حد الاعانات. وقالت في بيان ارسل بالبريد الالكتروني "لم يكن يقصد أن يلمح إلى ان شركات طيران خليجية أو حكوماتها لها صلة بالارهابيين في هجمات 11 سبتمبر. نعتذر إن كان أحد شعر بإهانة." لكن شركة طيران الامارات -وهي الأكبر بين ثلاث شركات خليجية تضم أيضا الخطوط الجوية القطرية وطيران الاتحاد- رفضت التفسير. وقالت في بيان انها تعتقد ان التصريحات التي أدلى بها هذا الأسبوع اندرسون صيغت وقدمت عمدا لكي يكون لها أثر محدد. وقالت شركات الطيران الأمريكية في الملف الذي اطلعت رويترز على تفاصيله إنها فقدت حجوزات مهمة منذ عام 2008 بسبب المنافسة الخليجية واستشهدت بمستندات تقول إنها تظهر مساعدات تشمل رسوما رخيصة لاستخدام المطارات. ويقول مسؤولون خليجيون إن شركات الطيران الامريكية لا تخدم نفس المسارات وانها تفقد مسافرين بسبب الخدمة السيئة. ويقولون أيضا ان رسوم المطارات هي نفسها لشركات الطيران الاجنبية. ويشبه هذا الخلاف خلافا حديثا بين شركات طيران خليجية وأخرى أوروبية مثل لوفتهانزا ويأتي في حين تضغط بعض شركات الطيران الأمريكية لاغلاق بنك الاستيراد والتصدير الأمريكي لضمان الصادرات الذي يقولون إنه يفيد منافسين خليجيين. وتقول شركات طيران غربية ان الاف الوظائف في صناعة الخدمات عرضة للخطر لكن شركات الطيران الخليجية ترد بقولها انها على الاقل تدعم عددا مماثلا من الوظائف في قطاع الطيران من خلال الطلبيات الكبيرة لشراء طائرات.