اعتبر الباحث في الشأن الكنسي "شريف رمزي" أن الرَد على ذبح 21 مواطنا مصريا في ليبيا، بعد أقل من 24 ساعة بضربات جوية داخل الأراضي الليبية، والتعاطي بسرعة وجِدية مع الفاجعة، من شأنه أن يُجدد ثقة الأقباط بشكل خاص والمصريين عموماً في وطنهم ومواطنتهم، وفي جيش بلادهم، ويُبرد -ولو قليلاً- قلوب ذويهم، ويُعيد لمصر هيبتها وكرامتها كدولة. وآضاف "رمزي" أن الرَد المصري الذي بالرغم من سرعته بَدا مُتزناً ومَدروساً، ما يَعكِس جاهزية سلاح الجو المصري وقدرة القوات المُسلحة المصرية على رَد العدوان، ويَعكِس أيضاً استقلالية القرار المصري وسيادة الدولة المصرية. وأشار إلى أن إقدام القيادة السياسية في مصر على تلك الخطوة من شأنه أن يُحرِج حكومات الدول الغربية، ويضعها في حيز المَسئولية أمام شعوبها، في ظِل تقاعُس مُخزي عن التصَدي للبؤر الإرهابية في ليبيا وغيرها، والتَصدي كذلك للدول التي ترعى الإرهاب وتَدعمه. واعتبر "رمزي" ضرب مواقع تابعة لداعش في ليبيا، يحمل رسالة للمصريين ولاسيما لأولئك المكلومين من ذوي الشُهداء، أن دِماء أولادكم ليست رخيصة. مؤكداً أن خُطوة من هذا النوع ترفع كثيراً من مَعنويات الشعب المصري وتُزيد من حالة التلاحُم بين المصريين، لكن بلا شَك أيضاً أنها ستُزيد من التهديدات وستدفع بالمتُطرفين لمحاولة الاستعراض بعمليات جَديدة كالتي رأيناها على شاطيء طرابلس، لتَعكِس مزيداً من خِسة ودناءة أولئك الموتورين ومن يَدعمهم. ودعا "رمزي" إلى التوحد والتكاتف والاصطفاف للقضاء على الوَحشية والَهمجية دفعة واحدة وإلى غير رَجعة، مُعرباً عن قناعته بأنه ليس بالحرب وحدها ولا بالجيوش الجرارة تنتصر الشعوب في معاركها، وأن المعركة هى بالأساس معركة تنوير، وحرب المصريين الأولى هى حرب ضِد التطرف والرجعية. وأضاف: إن كُنا قد عَزمنا حقاً على أن نحرق قلوب المُتطرفين، فلنَبدأ بحرق كُتبِهم.
