أكد د. كمال نجيب، خبير التعليم والعميد السابق لكلية التربية جامعة الاسكندرية، أن ملامح مشروع الثانوية العامة الجديد لن تحسن النظام الحالى للثانوية العامة بل انها ستضره اكثر وتعود به للخلف، مشيرا إلى أن فكرة جعل النجاح في اختبارات القبول بالجامعات هى الاساس الوحيد لدخول الجامعة بدلا من المجموع وهى فكرة ستشيع الفساد والمحسوبية، وأنه من الممكن ان نجد بعد ذلك طلابًا يدخلون الجامعات بدون الدخول لتلك الامتحانات مقابل دفع رشاوى. وقال نجيب ل "صدى البلد " إن النظام المقترح سيساعد على كثرة الدروس الخصوصية، فيستغل الاساتذة الامتحانات ويعلنون عن دروس خاصة تساعد على اجتيازها. واضاف نجيب ان اصل فكرة امتحانات القبول بالجامعات هدفها الرئيسي هو إلغاء مكتب التنسيق، وهو الهدف الذي كان يسعى له النظام السابق على مدار السنوات السابقة بهدف تقليل اعداد الطلاب المقبولين في الجامعات لعدم قدرة الدولة على الصرف على تقديم خدمة التعليم الجامعي لكل افراد الشعب، بل ولفتح المجال امام الجامعات الخاصة حتى تعمل بشكل اوسع. وانتقد نجيب جزئية إلغاء التشعيب للعلمي والادبي وجعل الثانوية العامة شهادة منتهية، مشيرا الى ان هذا من المستحيل تطبيقه بين عشية وضحاها ويحتاج الى ان يتم توحيد كل انواع التعليم الثانوي (عام وفني وصناعي وزراعي ) في مدرسة واحدة بحيث يدرس الطالب بالاضافة للجانب الاكاديمي الجانب المهاري الذي يخرج في النهاية طالبًا قادرًا على التفاعل مع سوق العمل، اي اننا نتحدث عن تغيير جذري في نظام الثانوية العامة لا يمكن ان يطبق في يوم و ليلة. وفيما يتعلق بمقترحاته لإحداث تطوير حقيقي في نظام الثانوية العامة، قال نجيب إن اول خطوات التطوير هو زيادة انفاق الدولة على التعليم، فلابد من تخصيص 6% على الاقل من الدخل القومي للدولة على التعليم، وهذا لن يحدث الا بوجود إرادة سياسية من النخبة الحاكمة تؤمن بأهمية التعليم للنهوض بمصر، ثانيا لابد من دمج كل انواع التعليم الثانوي ( العام والفني والصناعي والزراعي ) في نوع واحد يدرس لكل الطلاب بدون تمييز تمهيدا لجعل الثانوية العامة سنة منتهية تؤهل الطالب للتفاعل مع سوق العمل بشكل منطقي. وأشار إلى أنه لابد من الاهتمام بحل مشكلات المعلم بشكل جذري بإعطائه راتبًا يغنيه عن اعطاء الدروس الخصوصية والاهتمام بتدريبه بشكل عملي مستمر على احدث طرق التدريس والمناهج الجديدة بجانب الاهتمام بتطوير كل المناهج بشكل جذري بحيث نلغي نظام الحفظ والتلقين وتغيير نظام الامتحان الذي اصبح بالنسبة للطلاب ( بعبع الثانوية العامة)، فلابد ان يتعلم الطالب ان يعلم نفسه ويقوم نفسه ويبحث بنفسه عن المعلومة حتى يفهمها. شدد نجيب على أن أي تطوير بدون هذه الخطوات سيعد تطويرا شكليا فقط، غرضه الوحيد هو تحسين صورة الوزير امام الرأي العام لكي يظهر انه ترك بصمة في الوزارة، تماما مثلما فعل كل وزراء التعليم الذين جاءوا في عهد مبارك، فكل منهم ترك بصمته الشكلية على نظام الثانوية العامة مما ادى الى حالة التدهور التي وصل اليها الان.