انتهى في ساعة مبكرة من صباح اليوم اجتماع القوى السياسية اليمنية برعاية جمال بن عمر مبعوث الامين العام للامم المتحدة لليمن للتوصل الى اتفاق بشأن الازمة الدستورية التى تعصف بالبلاد بسبب غياب السلطة التنفيذية ممثلة في استقالتى الرئيس ورئيس الوزراء وسط تهديدات من جانب جماعة أنصار الله الحوثيين بتشكيل برلمان ومجلس رئاسى وحكومة من خلال المؤتمر الوطنى الموسع الذى دعا اليه زعيمهم عبد الملك بدر الدين الحوثى وينهى أعماله في وقت لاحق اليوم . ولم تتوصل القوى السياسية اليمنية الى اتفاق نهائى يساعد على تخطى هذه الحالة المضطربة التى تعيشها البلاد على الرغم من أن هذه القوى تتفق على تشكيل مجلس رئاسى ولكن التفاصيل وتوزيع أعضاء المجلس على الفرقاء أجل اعلان الاتفاق وأتفقوا على عقد جلسة أخرى من المفاوضات اليوم غير عابئين بتهديدات الحوثيين بأن اليوم آخر موعد للتوصل الى اتفاق والا فانهم سيتخذون اجراءات من جانبهم دون النظر للاطراف الاخرى . وعلى الرغم من التصريحات المتشائمة من قبل العديد من السياسيين بشأن هذه المفاوضات ووصولها إلى طريق مسدود وطلب فصيل منه نقلها الى تعز بعيدا عن ضغوط الحوثيين،إلا أن صحيفة "اليمن اليوم" التابعة لحزب المؤتمر بزعامة الرئيس السابق على عبد الله صالح حملت التفاؤل بقرب التوصل إلى حل قد يعلن اليوم.. وقالت أن المفاوضات حققت أمس تقدما كبيرا لإنهاء أزمة فراغ السلطة التى دخلت يومها العاشر فقد تم التوافق على تشكيل مجلس رئاسى لا يشارك في الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادى .. وكانت عدة قوى تطالب بأن يتولى هادى رئاسة المجلس ولكنه رفض أمس التراجع عن الاستقالة. ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسى أن الخلافات انحصرت حول أعضاء المجلس وما اذا كان سيعرض على البرلمان أم لا ..وأوضح المصدر أن رؤية الاحزاب الكبيرة والفاعلة حددت أعضاء المجلس بخمسة أعضاء أثنان منهم لحزب المؤتمر الشعبى العام وحلفائه أحدهما من الجنوب وعضو لتكتل اللقاء المشترك وعضو لجماعة أنصار الله وعضو للحراك الجنوبى المشارك في الحوار الوطنى في الوقت الذى تريد فيه الأحزاب الصغيرة زيادة أعضاء المجلس الى سبعة لتضمن المشاركة . وأضاف المصدر أن رئيس اليمن الجنوبى السابق على ناصر محمد هو الاوفر حظا لتولى المجلس الرئاسى وقد توجه وفد الى القاهرة لعرض الامر عليه...مشيرا الى أن مفاوضات الامس جاءت تحت ضغط جماعة أنصار الله والقرارات التى تعتزم اتخاذها اليوم في ختام المؤتمر القبلى الموسع الذى تشرف عليه . وتبقى المشكلة الدستورية المتمثلة في عرض الاستقالة على البرلمان والتى يصر حزب المؤتمر على ضرورة قيام البرلمان بدوره والبت في استقالة الرئيس حفاظا على الاجراءات الدستورية فيما يصر الحوثيون ووتكتل أحزاب المشترك على عدم عرض الاتفاق على البرلمان . وقد حاول حزب المؤتمر طمأنة القوى السياسية بأن الاغلبية التى يتمتع بها في مجلس النواب لن تعرقل اقرار أى اتفاق يتم التوصل اليه.. وقال الشيخ سلطان البركانى الامين العام المساعد للحزب ورئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر في مجلس النواب أنه يجب احترام الدستور محذرا من يسعون الى تجاوزه وخلق مسميات بخلاف ما ينص عليه الدستور أنهم يصنعون كوارث جديدة اضافة الى الموجودة .. وأكد أن البرلمان يدرك الوضع المعقد الذى تمر به البلاد وهو على استعداد للمصادقة على أى توافق بين القوى السياسية في حال عرضها عليه ووفق فقه الضرورة . وحذر الركانى من أن الخروج على الدستور هو بمثابة خروج دولة تحكم بالدستور الى المجهول وفى حال إصرار أى طرف على تجاوز الدستور والمؤسسات الدستورية فليذهب بمفرده ولن يشارك حزب المؤتمر في الانقلاب على الدستور . وفى ظل هذا السباق بين القوى السياسية اليمنية التى تحاول التوصل الى حل من خلال المفاوضات الى يشارك فيها ممثل عن الحوثيين ..واتجاه الحوثيين من جانب واحد الى التهديد بفرض حل ثورى يعيش الشعب اليمنى في قلق خوفا من تطور الاحداث الى ما لا تحمد عقباه.
