عزيزي القارئ ... وأنت بين دوامات الحياة وهمومها وفرحها وطرحها، هل طرحت على نفسك هذه الأسئلة: أنا عايش ليه ؟ إيه دوري في الحياة ؟ أنا إيه اللي ضيفته بوجودي في الدنيا ؟ انا رايح على فين؟ معقولة هاعيش وأموت من غير ما أسيب بصمه تتحسب ليا من بعدي ؟ هافضل لإمتى تحت أمرالظروف والاحداث توديني وتجيبني زي ماتحب ؟ لم يخلقنا الله هباء... فحين قال ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) ، لم تكن العباده هنا بمجرد إتيان الفروض ... ولكن أيضاً بالتقرب إلى الله بإعمار الأرض ، كلاً بدوره ، بإمكانياته ، بقدراته ، بمواهبه التي حباه الله بها ... دعنا نتفق اولاً أن حياتنا الحقيقية تبدأ من لحظة تحديد رسالتنا في هذه الدنيا، والبدء بوضع اهداف محددة نسعى لتحقيقها ... ولكي تحدد ما ترغب في تحقيقه بالفعل، امنح نفسك فقط 10 دقائق... استرخ فيهم بعيداً عن أي مشوش أو قاطع لحبل أفكارك، وتخيل الصورة التي ترغب أن ترى نفسك فيها في المستقبل ... ولكن قبل هذه اللحظات الفارقه في حياتك ، خذ في إعتبارك الآتي : 1 _ لم يخلق الله في الحياه بصمتي إصبع متطابقتين، فما بالك بالإنسان ... لا يوجد في الكون من تتطابق معه في عطايا الله من مواهب وإمكانيات وحتى في أسلوب التفكير والتخطيط ووسائل تحدي العقبات في الحياه ... فلا تأخذ من فشل غيرك ذريعه ومبرر لسكونك في مكانك ... 2_ قال الخالق العليم بخفايانا : ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً )، ولم يقل أجر من أحسن نجاحاً... فأنت فقط مطالب بالعمل والاجتهاد والأخذ بالأسباب والتخطيط الجيد، وستؤجر على سعيك وليس على نتيجته. 3 _ امض في طريقك الذي رسمته لنفسك، ولا تلتفت للمثبطين سواءاً كانوا ظروف مجتمعيه أو ممن حولك من بشر ... فأنت غير مطالب في الأصل بأن تحكي عن أحلامك وطموحاتك ولا ان تصف تخطيطك لأحد ... إجعل من أحلامك سراً تحتفظ به بداخل عقلك وقلبك . 4_ لا تجعل من الفشل سبباً لتخليك عن حلمك، بل اجعل وسيلة نجاح، وذلك بمحاوله إدراك أسبابه وتجنبها في المستقبل ، فعظماء العالم لم ينجحوا فيما حققوه من أول محاوله ، بل كانوا خبراء في التعامل مع الفشل ، ولم يدركهم اليأس. 5_ لا تقس على نفسك وتكثر من لومها على إخفاقاتك ، بل كن خير عون وصديق رحيم بها. 6_ اكتب أهدافك في ورقه وحدد مده زمنيه لتحقيقها ، بل قد تضع خطه مقسمه على مدد زمنيه متفاوته ... مثلا في خلال مدى زمني قصير (أسبوع مثلا) تحقق هدف ما، وخلال مدى زمني متوسط ( شهر مثلا ) تحقق مجموعه أهداف ، وخلال مدى زمني طويل ( سنة ) تحقق مجموعه اهداف أكبر ... وهكذا ... 7_ اجعل خططك الزمنيه وأهدافك قابله للتحقيق ، فلا بأس ان حققت القليل كل فتره ، ( خير الأعمال ادومها وان قل). 8_ أنت وأنت فقط من يحدد قيمه أهدافك، فقد يسعدك انت النجاح الاجتماعي مثلا وغيرك لا يراه نجاحأً ويرى تحقيق المكسب المادي هو النجاح ، فلا تجعل من أراء غيرك مقياس لنجاحك. 9_ لا تغفل الجانب الروحي في تخطيطك ، فالنجاح المادي أو الإجتماعي أو أيا كان لا يحقق السعاده الحقيقيه الا اذا كان مرتبطا بالإتزان الروحي . 10_ كلما كانت اهدافك في إطار السعي لرضا الله ، كلما تناسبت مع الفطره التي خلقك الله عليها وبالتالي تفجرت بداخلك طاقه وصبر للوصول لغايتك. 11_ رافق الناجحين وأصحاب الهمم ، حتى تكتسب من رفقتهم طاقه إيجابيه تدفعك للأمام ، وابتعد عن كثيري الشكوى والمتشائمين ، كي لا تفقد حماسك . 12_ اقرئ في تاريخ عظماء اضافوا للبشريه ، لتتأكد أن نجاهم لم يكن يوما وليد الصدفه او الحظ ، بل كانوا اكثر المبتلين بالمصاعب ، ولكن قوه ايمانهم بأنفسهم كانت هي السبب في تخليد أسمائهم ، فقد قال ويليم جيمس الفيلسوف والبروفيسير الشهير بجامعه هارفورد ( الإيمان يخلق الواقع الفعلي) . 13_ كل يوم تستيقظ على صباحه هو نعمه ، فاشكر من وهبك اياها بحسن استغلال كل دقيقه تمر عليك خلال يومك . 14_ كافئ نفسك كلما حققت انجاز ما . 15_ تحدث عن أهدافك بالفعل الحاضر ، فالعقل الباطن لا يميز الزمن الماضي عن الحاضر وعن المستقبل ، وتحدث بصيغه الاثبات بدلا عن النفي ، لانه ايضا لا يميز النفي ، فلا تقل ( لن افشل ) بل قل ( سانجح) . 16_ ثق بمن حباك بالقدره على تحقيق أحلامك ، واعلم انه بمجرد ان حددت اهدافك فغداً ملكك انت ، ( تفاءلوا بالخير تجدوه ) .