كرمت اللجنة النوعية للثقافة والفنون بحزب "الوفد"، التى يرأسها الدكتور وفيق الغيطانى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى، ومنحته. درع الوفد من الدكتور السيد البدوى رئيس الحزب وشهادة تقدير لمجهوده فى إثراء أعمال اللجنة بمحاضرة بعنوان (دير سانت كاترين بوتقة تسامح الأديان) خلال احتفالات الحزب بعيد ميلاد السيد المسيح. وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خلال محاضرته، أن المبادئ التى جاء بها الإسلام تحترم أصحاب الديانات والثقافات المختلفة ومبادئ الحرية الدينية وحسن المعاملة، مشيرا إلى آيات القرآن الكريم التى تدعو إلى ذلك، ومنها دعوة الإسلام للاعتراف بكل الأديان والرسالات السماوية السابقة. وأشار إلى العهدة النبوية المحفوظ صورة منها بمكتبة دير سانت كاترين بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر عام 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية، وهى أول عهدة فى التاريخ أرست مبادئ الحرية الدينية، وقد جاء فيها "لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته"، وأرست مبادئ حماية المقدسات المسيحية، وجاء فيها (ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله). وأضاف ريحان، أن تلك العهدة النبوية دعت إلى معاونة المسيحيين فى ترميم كنائسهم (ويعاونوا على مرمة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم)، وأمرت بمجادلتهم بالحسنى والدفاع عنهم (وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه ولا يجادلوا إلا بالتى هى أحسن ويخفض لهم جناح الرحمة ويكف عنهم أذى المكروه). وأكد أن هذه المبادئ كانت الأساس فى معاملة المسيحيين حين فتح مصر فقد أعطى عمرو بن العاص المسيحيين أمانا جاء فيه (هذا ما أعطى عمرو بن العاص أهل مصر من الأمان على أنفسهم وملتهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وبرهم وبحرهم لا يدخل عليه شئ ولا ينتقص) وكان دائما يوصى فى خطبة المسلمين بمراعاة الأقباط والمحافظة على حسن جوارهم قائلا لهم (استوصوا بمن جاورتموه من القبط خيرا) كما أرسل لبطريرك الأقباط اليعاقبة بنيامين (609 - 648م) الذى كان هاربا من الحاكم البيزنطى قيرس وعاد البطريرك وأكرمه عمرو بن العاص وأمر له أن يتسلم الكنائس وأملاكها. وأوضح ريحان أن عمرو بن العاص ساعد المصريين فى بناء الكنائس وترميمها التى تهدمت إبان حكم البيزنطيين ولم تتدخل الحكومات الإسلامية المتتابعة فى الشعائر الدينية عند أهل الذمة، وكان الأمراء والخلفاء يحضرون مواكبهم وأعيادهم، لافتا إلى أن أبناء مصر من المسلمين كانوا يشتركون مع الأقباط فى هذه الاحتفالات. وذكر أن الكنائس والأديرة قد بنيت فى العهد الإسلامى وكان أولها كنيسة الفسطاط التى بنيت فى عهد مسلمة بن مخلد 47 -68 ه وحتى نهاية القرن الثانى عشر الميلادى، وكان عدد كنائس مصر وأديرتها قد وصل إلى 2084 كنيسة و834 ديرا.