الفنان الكوميدي الراحل فؤاد خليل صاحب خفة ظل وابتسامة مرحة صافية صاحبته دائماً سواء على خشبة المسرح أو على الشاشة، فهو ما يكاد يظهر إلا وتبتسم قبل أن يتحدث، تميز فى أدوار الأطباء النفسيين وأيضاً المرضى النفسيين بطريقة فنية مضحكة جعلت الإبتسامة مصاحبة له أينما ذهب وطيبة قلبه جعلت الجميع يلتف حوله فى سعادة. وبعد أن أمتعنا بفنه غاب عنا صاحب البسمة الصافية الفنان "فؤاد خليل" فى صمت بعد صراع طويل مع المرض عن عمر يناهز ال 72 عاما، في مستشفى الجلاء العسكري. ولد " فؤاد خليل" فى 19 يوليو عام 1940 بالقاهرة، وبدأ رحلته مع الفن مبكرا منذ أن كان عمره 11 عاما حيث كون فرقا للتمثيل مع بعض أصدقاء الطفولة، ومنهم الفنان"محيي إسماعيل". وعن ذلك يحكي "خليل" قبل وفاته أنه كان يعرف أن والدة الفنانة شادية تركية وأن والدته تركية فلذلك أشاع بين زملائه أن الفنانة " شادية " خالته مما يجعله يترأس قسم التمثيل حتى نهاية المرحلة الثانوية. بداياته كانت مع فرقة عبد المنعم مدبولي المعروفة بالمدبوليزم، حيث أصقلته فنياً وبعدها توالت أعماله المسرحية والسينمائية. تخرج عام 1961 من كلية طب الأسنان الذي التحق بها بناء على رغبة والدته، وظهر لأول مرة في مسرحية "سوق العصر" عام 1968 ثم عمل في المسرح والتلفزيون، وقدم ما يقرب من 144 عملاً فنياً تنوعت ما بين السينما والمسرح والدراما. وكرم فى مهرجان الضحك منذ سنتين، وتقدم لاستلام درع التقدير على كرسي متحرك متمنياً أن يقف أمام الجمهور الذي حضر، وهو بكامل صحته، وعبر عن فرحه الشديد لتلقيه هذا التكريم وهو لا يزال على قيد الحياة. ومن أبرز أدواره "الستاموني" فى فيلم "الكيف" والذي رغم صغر حجم الدور إلا أن جمهوره أحبه، مع الفنان "محمود عبد العزيز" الذي يعتبر "فؤاد خليل" معلمه الأول فى فن التمثيل منذ أن كانا فى مسرح الجامعة وفيلم "البيضة والحجر" مع الفنان الراحل أحمد زكي، ومن أهم أعماله على خشبة المسرح مسرحية "راقصة قطاع عام" مع الفنان " يحي الفخراني"، وآخر أعماله السينمائية فيلم "صايع بحر" مع الممثل "أحمد حلمي". في سنواته الأخيرة عانى مع المرض وأصيب بشلل رباعي، لمدة دامت 7 سنوات تنقل فيها بين أكثر من مستشفي حتى جاء قرار علاجه على نفقة الدولة وانتهي به الأمر بمستشفى الجلاء العسكري وستشيع الجنازة ظهر غد "الثلاثاء" من مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر، والعزاء الخميس المقبل بمسجد آل رشدان.