اختتمت تركيا احتفالاتها التي استمرت 10 أيام بمناسبة الذكرى ال741 لوفاة كبير المتصوفين في العالم الإسلامي مولانا جلال الدين الرومي والتي تنظمها تركيا في هذا التوقيت من كل عام. وشارك كبار المسئولين الأتراك في الاحتفالية بحضور رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان ورئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، في احتفالية "شب عروس" أو ليلة العرس باللغة الفارسية. وأشاد رئيس الحكومة التركية في كلمته بالقيم الأخلاقية الكبيرة التي احتوت عليها مؤلفات وآثار جلال الدين الرومي، ودورها في تهذيب النفوس ووضعها على الطريق السوي، بحسب قوله. وشدد على أهمية آثار جلال الدين الرومي بالنسبة للأمة التركية لافتا إلى أن مفاهيم فلسفة الرومي تعتبر بالنسبة لهم نموذجا يحتذون به في كل شئون الدولة، لا سيما في السياسة الخارجية المبنية على التسامح والوقوف بجانب المظلومين في كل مكان. وقال إنه صور العدالة على أنها بمثابة ري لشجرة الفاكهة بالماء أما الظلم فصوره على أنه ري لشجر الشوك الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، بالماء أيضا وأن من يريدون تحقيق العدالة يجب أن يكون ظاهرهم مثل داخلهم. يذكر ان جلال الدين الرومي من المتصوفين البارزين في التاريخ الإسلامي حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرا من الأشعار وأسس للمذهب المثنوي في الشعر وكتب مئات الآلاف من أبيات الشعر عن العشق والفلسفة. ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان في 30 سبتمبر1207 ولقب بسلطان العارفين واستقر في قونيا "مسقط رأس داود أوغلو" حتى وفاته في 17 ديسمبر 1273 بعد أن تنقل طالبا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق. تأثر جلال الدين الرومي بشمس الدين التبريزي وتلقى العلم على يديه كما أثر فيه الشاعر الفارسي فريد الدين العطار الذي أهداه نسخة من ديوانه "أسرار نامة" أو "كتاب الأسرار" كما تتلمذ فترة على يد المتصوف العربي الشهير محيي الدين بن عربي.
