* "الهجرة الدولية": 232 مليون مهاجر منهم 8 ملايين مصري حول العالم * رئيس الوزراء يطالب بتحسين المفاهيم المتعلقة بالهجرة والمهاجرين * محلب: آن الآوان للتأكيد على احترام حقوق الإنسان قال باسكوالي لوبلي، المدير الإقليمي لمنظمة الهجرة الدولية، إن "المهاجر جزء من جميع أنحاء العالم"، مشيرا إلى أن "المهاجرين يمثلون واقعا دوليا"، منوها إلى أن هناك 232 مليون مهاجر على سطح الكرة الأرضية. وأضاف لوبلي أن "الهجرة دائما في تاريخ البشرية تمثل مكونا إيجابيا للتنمية الاجتماعية وتحقق الرخاء الاقتصادى وتتناول الرؤى والأفكار داخل المجتمعات"، متابعا أن ذلك "خلق صراعات في العبور للمردود وإسهاماتهم موجودة بالفعل، وهناك دول كثيرة حققت إنجازات في التنمية ومزيدا من الحراك البشري". وأكد أن "مصر دولة عظيمة لها 8 ملايين مهاجر حول العالم"، مشيرا إلى أن هذا الرقم كبير، وأن مصر منطقة عبور، ولأنها أصبحت منطقة مقصد. جاء ذلك اليوم، الخميس، في الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر، الذي يقام تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، وتنظمه وزارة القوى العاملة والهجرة، بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية، بحضور الدكتورة ناهد عشري، وزيرة القوى العاملة والهجرة. وتناول لوبلي الهجرة غير الشرعية، فأشار إلى أن "هؤلاء يدخلون بدون أوراق ثبوتية، وهم موجودون حول العالم"، منوها إلى أن هناك 15 مليون شخص غير شرعي حول العالم، وقال: "إننا نركز على الهجرة الشرعية ونرفض الهجرة غير الشرعية". وأضاف: "إننا نركز على المكون الشرعي للهجرة وهناك هجرات غير شرعية ومن ثم أسباب عديدة تخض الشخص المهاجر مثل تطورات الموجودة في بعض المناطق والكوارث مما يؤدى إلى الهجرة". من جانبه، أكد المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، حرص مصر على أن تكون من أولى الدول التى صدقت على الاتفاقية الدولية لحماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم منذ عام 1993. جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء التي وجهها إلى الاحتفال باليوم العالمي للمهاجر، اليوم، الخميس، وألقتها نيابة عنه الدكتورة ناهد عشري، وزيرة القوى العاملة والهجرة، والذى تنظمه الوزارة تحت رعاية رئيس الوزراء بالتعاون مع منظمة الهجرة الدولية. وشدد محلب على ضرورة أن تكون سياسات وإجراءات تصدير واستقبال المهاجرين متفقا عليها بين الدول وفق معايير شفافة وعادلة وإنسانية، وخالية من التمييز العرقى أو الدينى أو الجغرافى، مشيرا إلى أنه آن الآوان لتحسين المفاهيم المتعلقة بالهجرة والمهاجرين، والتأكيد على احترام حقوق الإنسان باعتبار أن الهجرة ليست مشكلة تحتاج إلى حل، وإنما هى مشروع يحتاج إلى إدارة مشتركة. وقال: "إن احتفالنا باليوم الدولى للمهاجر له عدة دلالات، من أهمها إعلان الجمعية العمومية للأمم المتحدة أن يوم 18 ديسمبر من كل عام يوما دوليا للاحتفال بالمهاجرين، ولكل من يعملون خارج بلدانهم، والذي بلغ عددهم في العام الماضي حوالى 232 مليونا أو ما يعادل 3.2% من سكان العالم من المهاجرين الدوليين". وأضاف أن "مصر وهى تشارك العالم فى احتفاله اليوم "بالمهاجر"، يسعدها أن يكون من بين أبنائها المهاجرين من أسهموا فى شتى بقاع العالم بجهدهم وعلمهم ونبوغهم فى تطوير العلوم والتكنولوجيا الحديثة، وفى إثراء الآداب والفنون العالمية، وفى تنمية العديد من الصناعات، وتقديم إضافات مهنية، خاصة فى مجالات الطب والهندسة والعلوم النووية وأبحاث الفضاء". وتابع: "إن مصر وهى تفخر وتعتز بما قدمه، وما سوف يقدمه هؤلاء المصريون المهاجرون إلى وطنهم الأم من أدوار مهمة تسهم فى عمليات التخطيط والتنمية الوطنية الشاملة، وتعتز وزارة القوى العاملة والهجرة - على وجه الخصوص - بأن لديها فى سجلاتها ما يقرب من 3 آلاف اسم لعلماء مصريين ممن هاجروا عن الوطن بأجسامهم لكنهم أبدا ما هجروه فى عقولهم وقلوبهم، موجها تحية إكبار واعتزاز لهم، وملايين الطيور المصرية المهاجرة فى مختلف أنحاء العالم". وأكد محلب أن "عمليات الهجرة والتنقل السكانى تحمل فى طياتها أبعادا إنسانية واقتصادية واجتماعية وثقافية، وقد تحمل أيضا بعض الأبعاد السياسية والأمنية، وتختلف أسباب الهجرة، فقد تكون لأسباب اقتصادية أو دوافع ثقافية أو مهنية". ووجه رئيس مجلس الوزراء تحية تقدير للمنظمات الدولية والإقليمية المعنية بالهجرة والمهاجرين، وإلى كل المنظمات والهيئات الأخرى التى تساعد الدول فى تطوير تشريعاتها وإجراءاتها وإمكانياتها الفنية بما يتفق مع هذه المبادئ الإنسانية والقانونية العليا. ومن جانبها، أكدت عشري أن رعاية رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب للاحتفال بيوم المهاجر تأتي اعترافا بأهمية مساهمة الهجرة في التنمية، وتشير إلى أن الثقافة المصرية والعربية تحفل بالعديد من الأدبيات المحيطة بظاهرة الهجرة والتنقل والاختلاط بالبيئات والثقافات المختلفة. وقالت إنه قد يكون لهذه الثقافة بعض الأبعاد الإيجابية والسلبية، لكنها فى مجملها تمثل رصيدا إنسانيا ثريا يغنى الأفراد والمجتمعات فى بلاد المنشأ وبلاد المقصد على السواء، وهى تعبر عن التطلعات الإنسانية نحو الكرامة والأمن والمستقبل الأفضل، وهى جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعى.