استقبل الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، صباح اليوم الخميس، بقصر الإليزية، رئيس الوزراء الجزائري عبدالمالك سلال، حيث أجريت له مراسم الاستقبال الرسمية، وذلك قبل عقد جلسة مباحثات تشمل القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فضلا عن التعاون الاقتصادي. ومن المقرر أن يبحث الجانبان سبل توسيع مجالات التعاون الاقتصادي والاستثماري، فضلا عن الأوضاع في شريط الساحل والصحراء، لا سيما في ليبيا، إضافة إلي تتطور المحادثات التي تستضيفها الجزائر بين الحكومة المالية والمجموعات المسلحة المنتشرة في شمال مالي. ومن المرجح أن يتم التطرق أيضا إلى قضية "رهبان تيبحيرين" الذي قتلوا في الجزائر، وذلك أثر مناشدة عائلات الضحايا الرئيس الفرنسي أولاند التدخل لدى السلطات الجزائرية التي أغلقت ملف القضية. ويحتل الشق الاقتصادي جزءا كبيرا من زيارة رئيس الوزراء الجزائري إلي العاصمة الفرنسية حيث أنه من المقرر أن يتم التوقيع على نحو 20 اتفاق تعاون في مجالات متنوعة، بحسب وزارة الخارجية الفرنسية. وسيترأس رئيس الوزراء الجزائري مع نظيره الفرنسي مانويل فالس اجتماع اللجنة الحكومية المشتركة بمشاركة عدد كبير من الوزراء في البلدين وذلك قبل أن يلتقي بأعضاء جمعية أرباب الأعمال الفرنسيين (ميديف)، وفي وقت لاحق بمسئولي مسجد باريس الكبير. ويرافق رئيس الوزراء الجزائري خلال زيارته لباريس وفد وزاري يضم وزير الخارجية رمطان لعمامرة ووزير الصناعة والمناجم عبدالسلام بوشوارب. وتشهد العلاقات الثنائية منذ زيارة فرانسوا أولاند للجزائر في ديسمبر 2012، تقاربا على جميع الأصعدة في وقت تظل فيه الجزائر من بين أهم الأسواق والمنافذ للشركات الفرنسية في أفريقيا. ودشنت شركة "رينو" الفرنسية لصناعة السيارات في العاشر من نوفمبر المنصرم، مصنعا في الجزائر لإنتاج السيارات، في مؤشر على تحسن العلاقات بين الدولتين. وقد بلغت الاستثمارات الفرنسية في الجزائر في السنوات العشر الأخيرة أكثر من ملياري يورو، بحسب مدير عام الوكالة الوطنية لتنمية الاستثمار عبد الكريم منصوري. وتسعى الجزائر لتنويع اقتصادها الذي يعتمد إلي حد كبير على المحروقات خشية أن يتأثر من تراجع أسعار النفط، فيما تأمل فرنسا في استعادة موقعها كأكبر مصدر للجزائر وذلك بعد أن انتزعت الصين منها هذه المكانة.